تعد الصورة الفنية في أنماطها المتعددة والمتنوعة أحد أبرز عناصر القصيدة في كل العصور ولدى مختلف الشعوب التي تنتج الشعر، إذ لا يمكن أنْ تكون القصيدة بلا صورة فنية تعبر عن جوهرها الشعري لأنَّها ستفقد ركنًا أساسيـًا من أركان تشكيلها الفني والجمالي، ولابد لكل دراسة نقدية تدرس شاعرًا بعينه أو موضوعــًا شعريـــًا محددًا أنْ تنظر إلى الصورة الفنية بوصفها بعدًا جماليـًا وفنيــًا لا سبيل إلى الاستغناء عنه، والصورة الفنية متعددة الأشكال والصيغ والعلامات على صعيد علاقتها بالبنية الشعرية واللغة والإيقاع عامة، والشاعر"علي الجارم" أحد الشعراء العرب الرواد في القصيدة العربية الحديثة، فهو أبرز الشعراء المحافظين في مصر منذ مطلع  القرن الماضي، مع أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم وآخرين، لكِنَّ"الجارم" تميز بلغته الشعرية التصويرية الشفافة التي تعتمد على لغة جديدة في التعبير والتشكيل، لذا وجدنا من المناسب أنْ تكون قصائد "الجارم" هي عينة بحثنا في مجال أنماط الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث، من خلال اختيار نماذج وتحليلها في كل شكل من أشكال هذه الصور.