تعتبر الأسرة صورة مصغرة للمجتمع يتضح من خلالها ملامح قوة وصلاح المجتمع أو تشتت وضعف المجتمع فهى تنقل لنا الصورة التى من خلالها تستطيع أن تحكم على حالة المجتمع ككل. ولما لموضوع التماسك من أهمية ومكانة في الأسرة؛ يهدف البحث الراهن إلى تقديم نظرة سوسيولوجية تحليلية لدراسة موضوع التماسك الأسري من خلال مستوياته ومقوماته وأبعاده. ويندرج تحت هذا الهدف مجموعة من الأهداف الفرعية الأخرى تتضح في البحث.
     ومن خلال تتبع أهداف البحث الرئيسة والفرعية والسعي إلى تحقيقها بالاعتماد على المنهج الوصفي في تتبع الموضوعات الاجتماعية ووصفها وصفًا دقيقًا، و أيضًا من خلال تتبع تراث علم الاجتماع وتحليل آرائه فيما يخص موضوع البحث تم التوصل إلى مجموعة من الاستنتاجات الخاصة به، ويتمثل أهمها في: أن التماسك الأسري سمة أسرية مهمة لاغنى عنها على المستويات التحليلية المختلفة للحياة الاجتماعية والممثلة في الفرد والأسرة والمجتمع. و أن للتماسك الأسري دعائم ومقومات لا يقوم بدونها، كما أن للتماسك الأسري مستويات مختلفة يمكن التعبير عنها في الحياة الواقعية للأسرة من خلال مجموعة من الأبعاد المختلفة والتي يُعبر عنها بمجموعة من المؤشرات.