الملخص تعد العلاقات الإقتصادية والتجارية بين أوروبا والهند وثيقة وقديمة، فقد تأسست فى جوهرها على حاجة أوروبا إلى منتجات الشرق بعامة والهند بخاصة، وهو ما دفع أوروبا منذ عهد الاسكندر الأكبر مرورا بالإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية لتأمين احتياجاتها من الهند سلماً أو حرباً، بيد أن قوة التجارة ومكاسبها المادية كانت الضامن الأكبر لاستمرار الاتصال بين الهند وأوروبا عبر العصور خاصة فى وقت السلم؛ لكن هذا الاتصال قُدر له أن ينقطع تماماً بعد أن تغلب البرابرة الجرمان على الإمبراطورية الرومانية فى الغرب.  كانت أول محاولات الغرب الأوروبى للتقارب مع الهند على يد الملك الأنجلوسكسونى ألفريد العظيم Alfred the Great (871- 899م)، هذا الملك الذى أراد إيجاد موطئ قدم لإنجلترا فى الهند؛ وكان غرضه متشحاً بعباءة الإيمان والعطف على الفقراء؛ وذلك حينما أرسل بعثة إلى الهند فى عام 883م، بهدف توصيل الصدقات والعطايا إلى ضريحى الرسولين توما وبارثولوميو ومسيحيى الهند فى ساحل مالابار Malabar، وكان الطابع الدينى لتلك البعثة يخفى تحت طياته رغبة فى استكشاف الهند وتوثيق العلاقات بين إنجلترا وبين طائفة مسيحيى توما الرسول تحت رعاية ومباركة البابوية آنذاك.