إن التنمية المستدامة هدف حاسم يجمع بين الرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والصحة البيئية، وأضحت ضرورة حيوية تتطلب تحويلاً جذريًا في كفاءة استخدام الموارد ويتوقف عليها مستقبل الأجيال القادمة، يهدف هذا البحث إلى تحليل التكامل التنموي في أفريقيا لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة. تم استخدام أسلوب تحليل مغلف البيانات DEA لقياس كفاءة الدول الأفريقية في ضوء الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمؤسسية للتنمية المستدامة، وتحدد الدراسة الدول ذات الكفاءة العالية في هذه الأبعاد وتلك التي تحتاج إلى التحسين، وتقدم النتائج نظرة شاملة للتنمية المستدامة في أفريقيا وإمكانية تكامل مصر والبلدان ذات الكفاءة العالية في كل بعد مع الدول الاخرى، وتضمنت النتائج أيضًا توجيهًا للسياسات الحكومية والقرارات الإستراتيجية لتحسين التنمية في جميع البلدان الأفريقية، حيث تشير النتائج الى تباعد في مؤشرات الكفاءة النسبية بين الدول، حيث تنحصر حوالي 15% فقط من عينة الدول الافريقية ما بين الكفاءة الجيدة والكاملة في البعد الاقتصادي والمؤسسي للتنمية المستدامة، في حين أن هذه النسبة تزيد الى حوالي 50% في البعد الاجتماعي، بينما تتحسن كثيرا في البعد البيئي لحوالي 53% من دول عينة الدراسة، الامر الذي يستدعي زيادة التعاون والتكامل بين الدول الرائدة في ابعاد التنمية المستدامة وباقي دول القارة الافريقية، لتعزيز التعليم وتطوير المهارات، وتحسين البنية التحتية وتبني التكنولوجيا الحديثة، والسعي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي والاستفادة من الموارد الطبيعية والإمكانات الإنتاجية لمختلف الدول من زيادة المؤشرات المرغوب فيها وتقليل المؤشرات غير المرغوب بها لزيادة كفاءة تحقيق التنمية المستدامة وخاصة في الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والأمية.