تهدف الدراسة إلى بيان جانب من جوانب الأصالة في الفلسفة الإسلامية متمثلًا في برهان الإمكان والوجوب، وبيان أثره في الفكر الفلسفي ، فالتتبع التاريخي لهذا البرهان يثبت أن هذا البرهان من إبداعات الفارابي، فهو الذي وضع اللبنة الأولى له، وطرحه بتقريرات مختلفة في كثير من كتبه ، ولقد كان لهذا البرهان أثر كبير في  الفكر الفلسفي والكلامي عند المسلمين، لذلك فقد وضحته في الدراسة من خلال فكر ابن سينا، أبي البركات البغدادي، ابن رشد، ابن ميمون، نصير الدين الطوسي، جمال الدين الحلي، وصدر الدين الشيرازي ، كما بيّن البحث الاتجاه الرافض لهذا البرهان من المتكلمين مثل: الغزالي، وابن تيمية، وتحدث عن الاتجاه المؤيد له من المتكلمين، ذلك الاتجاه الذي ابتدأه الرازي بتقريراته لهذا البرهان، بل والربط بينه وبين دليل إمكان الذوات (الكلامي)، وبفضله أصبح المتكلمون من بعده يستخدمون هذا البرهان إما بربطه بدليل إمكان الذوات كما فعل الرازي، أو كدليل مستقل ووصفه بأنه مسلك الحكماء كما فعل البيضاوي، الإيجي، والتفتازاني ، كما كان لفكرة الدليل النازل الفارابية في الاستدلال على وجود الله (من خلال برهان الإمكان والوجوب أو من خلال استخدام الغربيين لها في الدليل الأنطولوجي)، أثرًا هامًا في الفلسفة الغربية (الوسيطة والحديثة)، وقد بيّن البحث ذلك من خلال فكر أنسلم، جينيوم دوفرني، توما الأكويني، ديكارت، جون لوك، ليبنتز، وويليام لاين كرايج.