تكمن أبرز ملامح الفكر الاقتصادي لولي العهد محمد بن سلمان والتي جسدها من خلال رؤية المملكة 2030 في تبنيه فكر الانتقال من الاقتصاد الريعي الى اقتصاد السوق الحر، واخراج المملكة العربية السعودية من الاعتماد على الاقتصاد النفطي الى الاقتصاد التجاري المرتبط بالسوق الحر والذي يعتمد على الصناعة والسياحة تفاديا لهبوط اسعار النفط. رؤية السعودية 2030 تسعى الى تحرير الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط، بعد أن شكلت عائداته نحو 90% من إجمالي الميزانية السعودية، وذلك عن طريق تنفيذ برامج اقتصادية وتنموية تنقذ الاقتصاد السعودي من تبعات التراجع المفاجئ لأسعار النفط وتستهدف الانتقال بالسعودية لمرحلة ما بعد النفط، وذلك بتحقيق اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، كما نص إعلان إطلاقها، ويشكل مشروع نيوم احدى أهم هذه المشاريع التي تم الإعلان عنها لتحقيق رؤية 2030 وهي عبارة عن منطقة خاصة تسعى لتصبح مكاناً يجمع أفضل العقول والشركات معاً لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات. وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، إذ من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره وقد تم تحديد تسعة قطاعات اقتصادية رئيسة لتأسيس الحضور الاقتصادي للمشروع، تتمثل في: مستقبل الطاقة والمياه، مستقبل التنقل، مستقبل التقنيات الحيوية، مستقبل الغذاء، مستقبل العلوم التقنية والرقمية، مستقبل التصنيع المتطور، مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، مستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة كركيزة أساسية لباقي القطاعات. في هذا الاطار يندرج هذا البحث الذي يسعى الى دراسة الفكر الاقتصادي لمحمد بن سلمان من خلال مشروع نيوم ودوره في تحقيق رؤية 2030.