هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن طبيعة الفروق عبر الثقافية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في شدة أعراض الفصام، والتحقق من دور اختلاف البيئة الثقافية كمتغير معدل في العلاقة بين مدة المرض و شدة الأعراض السلبية و الإيجابية و العامة بين مرضى الفصام في مصر كثقافة عربية و الولايات المتحدة الأمريكية كثقافة غربية.
المنهج. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، حيث تضمنت عينة الدراسة (114) مشارك، مقسمة إلى (56) مريض فصام بمركز العلوم الصحية بجامعة نيومكسيكو[1] بالولايات المتحدة الأمريكية ، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مجموعة (أ) 29 مريض بمدة إصابة طويلة تزيد عن 36 شهر متوسط عمر( 37,7 +_7,2 )، ومجموعة (ب) 28مريض مدة اصابة قصيرة (تقل عن 36 شهر) متوسط عمر( 38,8+_8,02)، و (58) مريض فصام بمستشفيات الصحة النفسية المصرية ، تم تقسيمهم إلى مجموعة (أ) مدة إصابة طويلة متوسط عمر( 42,5 +_8,8 )، ومجموعة (ب)مدة اصابة قصيرة متوسط عمر( 40,1_+10,02).
تم مراعاة تكافؤ البيانات الديموغرافية مثل السن و الجنس و الحالة العقلية العامة ، كذلك تم مراعاة بعض البيانات الاكلينيكية مثل مدة العلاج بمضادات ذهانيه بحيث لا تتعدى 10 سنوات ولا تقل عن سنتين، كما تم رصد جرعة مضادات الذهان المستخدمة. وتم تطبيق قائمة المتغيرات الديموغرافية و الإكلينيكية، ومقياس بانز لقياس الأعراض السلبية و الإيجابية والعامة الصورة العربية للمصريين والصورة الإنجليزية للأمريكان.
النتائج. توصلت النتائج إلى وجود فروق دالة لصالح المصريين (مجموعة ب) في كل من ارتفاع شدة الأعراض الإيجابية والعامة،، في حين يظهر انخفاضاً دالاً للمرضى المصريين (مجموعة أ) عن باقي عينات الدراسة في الأعراض الإيجابية، وترتفع شدة الأعراض السلبية لدى المصريين (مجموعة أ) بشكل دال عن باق عينات الدراسة، ويوجد إنحفاضاً دالاً في شدة الأعراض السلبية لصالح مرضى الفصام بالولايات المتحدة(مجموعة أ و ب) مقارنة بالعينات المصرية، وقد أوضحت النتائج كذلك التأثير الدال لمدة الإصابة كمنبئ بشدة الأعراض الإيجابية باختلاف البيئة الثقافية كمتغير معدل، ويمكن تفسير انخفاض الأعراض الإيجابية لدى المصريين (مجموعة أ) إلى تأثير العلاج بالمضادات الذهانية الجيل الأول، كما قد يرجع الاختلاف في شدة الأعراض السلبية إلى عوامل اجتماعية و ثقافية أو طبيعة الخدمة النفسية المقدمة والبرامج العلاجية النفسية مما يحتاج إلى مزيد من البحث