شَهِد العصر المتأخر(664-332 ق.م) تطورات وتغيرات في شتى النواحي، سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم قضائية؛ وذلك لاستقرار الكثير من العناصر المختلفة على أرض مصر، مما أدى إلى كثير من التعاملات بينهم وبين المصريين أو بعضهم البعض، وتطلبت هذه المعاملات توثيقًا قانونيًا لضمان حقوق الأطراف المتعاقدة، وبناءً على ذلك عُثر على الكثير من الوثائق في شتى الموضوعات التي ترجع إلى هذا العصر، ومن بين هذه الموضوعات التي نحن بصددها الآن (بيع النفس والأبناء) وذلك في إطار الدخول في العبودية الطَوعية.

تتناول الدراسة ظاهرة بيع الذات من خلال وثائق خاصة لمزارع يدعى "بايفتوعوخونسو" pAjf-tAw-a.wj-xnsw وتدعيمها ببعض المقتطفات من وثائق أخرى لتوضيح أن هذه الظاهرة لم تقتصر على حالة فردية فقط في المجتمع، ولكن عثر على بعض الوثائق الأخرى لأشخاص وضعوا أنفسهم في المكانة الاجتماعية نفسها، ولكن حازت وثائق هذا المزارع الحيز الأكبر من موضوع البحث لأنها وثقت في خمس وثائق خاصة به، بينما الثلاث وثائق الأخرى تنتمي لأشخاص مختلفين، وتتشابه بنود وثائقهم مع اختلاف طفيف في بعض بنودها مع وثائق بــ"فتوعوخونسو"، وبناءً على هذا سيتم تحليل هذه الوثائق للوقوف على الأسباب التي دفعت هؤلاء الأشخاص ليضعوا أنفسهم في هذا الوضع واصطحاب أبنائهم معهم، وكذلك معرفة أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية قبل عملية البيع، وكيفية التعامل معهم، وهل يمكنهم بعد بيع أنفسهم في إطار العبودية أن يتحرروا أم سيظلوا في هذا الوضع إلى الأبد؟