قيل أن الذكاء الاصطناعي قد وجد ليجعل حياة الناس أسهل وأيسر منذ اللحظة التي يستيقظ فيها الإنسان حتي اللحظة التي يستلقي فيها على سريره، كما تم تطويره ليستفيد الإنسان بكل الفوائد والمزايا الايجابية التي سيوفرها له الذكاء الاصطناعي.
ولكن يوماً بعد يوم تطور البحث العلمي حتى وجدنا أنفسنا في مواجهة عصر رقمي مختلف تمامًا عما سبق، فلقد تجاوزنا اليوم كل المفاهيم العلمية السابقة التي كانت تعتبر في يوم من الأيام خيالاً علمياً ونسجاً من خيال الإنسان، لقد أصبح الخيال العلمي حقيقة في ما يسمى بالثورة الرقمية الهائلة أو الذكاء الاصطناعي الفائق، ولا سيما الإنسان الآلي (الروبوت) الذي أصبح يشبه البشر إلى حد كبير، والذي نافس الإنسان في كافة المجالات العلمية والعملية والأدبية والفنية، فمن المساعد الرقمي الذكي اليكسا إلى الروبوت البشري السعودي الجنسية صوفيا، إلى الروبوت الفنان فائق الواقعية وغيرها، ومازال المستقبل واعداً.
وعلي الرغم من أن الذكاء الاصطناعي الفائق يقدم وعوداً مستقبلية باهرة في كافة المجالات، حيث يطور مفاهيم جديدة للعلم، إلا أن له العديد من الأضرار المحتملة، بما في ذلك التضليل المسلحweaponized disinformation، التمييز في السكن housing discrimination، مضايقة النساء the harassment of women، انتحال الهوية impersonation fraud، استنساخ الصوت voice cloning، والتزييف العميق( ) deep fakes، مما يستلزم ضرورة الاستعداد لهذه الثورة التكنولوجية الهائلة ومحاولة التغلب على عيوبها، ووضع مبادئ توجيهية وضوابط دستورية وقانونية للذكاء الاصطناعي، وما سيتمتع به من حقوق وما سيتحمل به من التزامات، لمواجهة التحديات الدستورية والقانونية والأخلاقية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي الفائق.