إن الإنسان يمر خلال حياته بمراحل نموه بدء من مرحلة الطفولة إلى أن يصبح شابا راشدا يتحمل المسئولية، ويساعد الأخرين إلى أن يدخل في مرحلة الشيخوخة ويصبح مسنا يحتاج للمساعدة من الأخرين .كما أن التقدم في السن قد تصاحبه ديناميات نفسية تتصف بنقص الكفاءة الوظيفية وعدم التحكم في الانفعالات كالميل إلى العناد والاكتئاب، والاعتمادية على الآخرين للإحساس بالعجز والشعور بالقلق والكآبة والشعور بالشك والاضطراب (سهير محمود،2000، 88).
فهي من أكثر المراحل العمرية التي تنبؤ الإنسان بقرب أجله، وخاصة عندما يشعر بفارق التغيرات التي تحدث له مع مرور الزمن وعلى كافة الأصعدة والميادين، وقد يكون من أشد هذه المتغيرات وطأة عليه، ومن أكثرها مدعاة للحزن والعزلة والقلق (يوسف أسعد،1977،119).
ويعد القلق من الموت بدرجة منخفضة أمر سويا وعاد يا على حين أن الخوف منه بدرجة مرتفعة أمر غيرسوي ومؤشر على وجود اضطرب انفعالى لدى الفرد (هناء الشويخ،2010، 81)، ويعتبر الخوف من الموت من أكثر الاضطرابات النفسية لدى كبار السن وما ينتج عنه من مشكلات، مما يجعلهم دائما في قلق وتوتر مستمرين فهو دائم التفكير فيه ويخافون من الموت وحيدين، وأن تقبل الموت أو رفضه يعتمد على طبيعة الفرد ومدى رضاه عن انجازاته الماضية (غانم،2004، 210)، ويصاحب الإصابة بالخوف مجموعة من الا ضطرابات النفسية ومنها القلق اولاكتئاب واضطرابات الشخصية الاعتمادية، الخجل والوسواس القهري ،وأرتبط الخوف بالقلق وتشابهت أعراضهما، وصنف الخوف كجزء من اضطراب القلق،وأدى ذلك إلي استخدم المفهومين بالتبادل. ويصاحبهما استثارة في الجهاز العصبي السيمبثاوي، وتكون الاستثارة متوسطة في القلق وشديدة في الخوف )عكاشة وعكاشة ،2017، 213).