لقد أصبحت دراسة ظاهرة الاستهلاك من الدراسات التي تجذب باحثي علم الاجتماع على اختلاف تخصصاتهم، فالاستهلاك هو المحور الذي تدور حوله جميع نشاطات القطاعات الاقتصادية الأخرى، إذ تلعب دوراً هاماً في تحديد استثمارات الدول ومدخراتها وإنتاجها، وبالتالي يؤثر في التنمية

وقد تزامن انتشار ظاهرة الاستهلاك بشكل مبالغ فيه بين أفراد المجتمع السعودي مع ظهور خدمة الدفع الآجل، إذْ انتشرت هذه الخدمة بصورة كبيرة في جميع أنحاء العالم في السنوات القليلة الماضية، لأن هذه الطريقة توفر للمستهلكين طريقة بديلة للدفع مقابل مشترياتهم، مما قد يساعدهم في موازنة إنفاقهم بشكل أفضل. وفي الوقت نفسه يشكل أيضاً خطراً على إنفاق المستهلكين، بما يتجاوز إمكانياتهم من خلال تسهيل تحديد خيار "الدفع الآجل" عدة مرات (Gdalman, et.al, 2022,p3).

فوفقا لما أشارت إليه دراسة المان وآخرون(2022) تقدم خدمة الدفع الآجل للمستهلكين قروض يمكنهم استخدامها في الدفع مقابل مشتريات التجزئة عبر الإنترنت، أو في المتجر خلال فترة محددة، وعادة ما تكون أربع دفعات على مدى ستة أسابيع. وتتيح هذه القروض للمستهلكين شراء المنتجات على الفور، ودفع جزء فقط من التكلفة مقدماً.

وقد استفاد تجار التجزئة، الذين يكون أغلب عملائهم من الشباب بشكل خاص، من جاذبية الدفع الآجل بين تلك الفئة السكانية، إذْ سهَّل خيار التقسيط على العملاء الأصغر سنًا لدفع ثمن مشترياتهم من تجار التجزئة، كما ساعد الدفع الآجل على رفع معدلات تحويل التجزئة بنسبة 20% إلى 30%. ففي السابق كان الأشخاص يتصفحون المتاجر عبر الإنترنت أو شخصيًا، ويرون الأشياء التي تعجبهم، ولكن لا يشترونها دائما بسبب قيود الميزانية أو لأسباب أخرى، ولكن مع وجود خدمة الدفع الآجل كخيار دفع، زاد بشكل كبير