أثرت هذه الاتجاهات الفنية الحديثة على تطور الفكر الفلسفي لفن الخزف المعاصر حيث شهد القرن العشرين تنوعاً كبيراً في اتجاهات الفن ، والتي تمثلت في الاختلافات بين المدارس التي نمت ونشأت بسرعة منذ بداية هذا القرن ، والتي لا تزال تنمو وتتطور بدرجة كبيرة من النشاط والحيوية ولعل الفن الحديث كما يبدو فن له طابع خاص. هو الثورة على التقاليد المتمثلة في الفن الأكاديمي ، فأصبح الفنان يطلق مخيلته المبدعة متمسكاً بشخصيته وفرض رؤيته الخاصة والتعبير عن واقعة بأسلوبه الشخصي المبتكر. "أن المتتبع لحركة الفن في القرن العشرين وما تبلور فيها من مذاهب واتجاهات في وسعه أن يلاحظ أن تعاصرها إنما يرجع في المقام الأول إلى أن كلا منها قد نشأ وازدهر في بيئة بعينها ولدى شعب معين في ذلك الخضم من التيارات والمذاهب في شتى أنحاء العالم لم يحدث أن ثبت اتجاه من هذه الاتجاهات فترة طويلة نسبياً في مكان واحد ، وعلى أسلوب واحد وحتى في مجالات فنية كثيرة"^([1]). نشأة فن الخزف المعاصر  نشأ فن الخزف المعاصر في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كما وبدأ بالانتشار والوصول إلى أوروبا في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بعد ذلك انتشر فن الخزف المعاصر إلى آسيا والصين تحديداً في فترة الثمانينيات والتسعينيات، وهو يعتبر من أرقى أنواع الفن المعاصر التي اجتاحت العالم، حيث أنه يجمع بين الحرفية العالية والدقة والمهارة في العمل مع الحس الفني والجمالي رفيع المستوى، كما أن العديد من القطع الخزفية لها استعمالات عملية وهو من أهم ما هذا الفن عن باقي الفنون الأخرى[2] تاريخ فن الخزف المعاصر انتقل فن الخزف من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا بفترة الستينيات والسبعينيات، وتطور بأوروبا من كونه إنتاجًا حرفيًا يدويًا إلى أن أصبح إنتاجًا صناعيًا ضخمًا لتلبية الطلب المتزايد على هذا النوع من الفن، حيث كانت المنتجات المصنوعة بالمصانع أشبه بنسخ من الأشكال والزخارف التقليدية ولم تكن قطعاً فريدة، وبعد انتقال هذا الفن إلى آسيا استطاع الصينيون إضفاء لمستهم المميزة على هذا الفن حيث قرروا دمج فن التزجيج بفن الخزف، كما ازدهر بنهاية القرن الماضي في ألمانيا حيث تم تدريسه في المدارس الفنية المتخصصة، وانتشر بشكل أكبر بعد الحرب العالمية الثانية حيث أصبح تدريب فني أساسي في كليات الفنون الأوروبية.[3] سمات فن الخزف المعاصر إن أهم ما يميز فن الخزف المعاصر هو أن فناني الخزف قرروا الخروج عن المألوف والتوجه لصنع قطع فنية خزفية شكلها بعيد عن شكل الأواني، حيث إن فن الخزف القديم كان دائماً محصوراً بصنع الأواني والأطباق والمزهريات مما أضفى طابعاً من التكرار والرسمة على القطع الفنية، كما اتجه الفنانون إلى إدخال فن الرسم والنحت ودمجه مع القطع الخزفية للتعبير بشكل أوضح وأعمق عن البعد الفني الذي تمثله القطعة.