مقدمة الدراسة: لقد فرضت التطورات التكنولوجية الحديثة في السنوات الأخيره تحديات كبيرة على المؤسسات التربوية ما جعلها تبحث عن وسائل لتطوير أدائها بما يلائم التطورات العالمية، الأمر الذي حفز التربويين للبحث عن استراتيجيات تدريس تعمل على ربط التطورات التكنولوجية والمعرفة لبناء جيل واعٍ مزود بالعديد من المهارات العلمية والحياتية، من أجل تطوير مجتمعه على نحو أفضل وطموح. لذلك فقد تغير دور المؤسسات التربوية، كما تغير دور المدرس من كونه محوراً للعملية التعليمية إلى موجه ومرشد لها، وأصبح المتعلم هو المحور الرئيس للعملية التعليمية، لذلك فقد تحول الفكر التربوي من المفهوم التقليدي في التدريس إلى المفهوم الحديث الذي يساعد في تطوير فكر المتعلم ويعتمد على بناء المعرفة وتطويرها على نحو يضمن بقاءها وتكون ذات معنى. وتعتبر استراتيجية الخرائط المفاهيمية من استراتيجيات التدريس الحديثة التي تعتمد بالأساس على تعلم المفهوم ذي المعنى، وتعتمد على أن يكون لمعرفة المتعلم السابقة دور في بناء المعارف والخبرات اللاحقة، ودمجها ببنيته المعرفية، من خلال القيام بعملية تنظيمها بشكل متسلسل منطقي ومتكامل، وقد تأخد خرائط المفاهيم أنواعاً واشكالاً عدة تعتمد على المتعلم بشكل أساسي منها: خرائط الأشكال الهرمية، وهي أكثر الأشكال شيوعاً، فهي خريطة تقدم المعلومات تنازلياً حسب أهميتها وعادة ما تكون بشكل هرمي إذ تكون المفاهيم الأكثر عمومية في قمة الهرم والأقل خصوصية في قاعدة الهرم، وهناك الخرائط المتسلسة التي يتم وضع المفاهيم فيها بشكل متسلسل، بالأضافة إلى الخرائط المجمعة أو الحزمية التي يتم وضع المفهوم العام فيها في منتصف الخارطة, يليه المفاهيم الأقل عمومية ثم الأقل وهكذا حتى يتم بناء الخارطة، ويتفرع من هذه الأشكال الثلاثة الأساسية عدد كبير من الأشكال الأخرى التي يمكن أن تندرج تحت كل واحدة منها، والملحق رقم (1) يوضح ذلك (عطية، 2008؛ خطايبة، 2005).  مشكلة الدراسة: تعتبر استراتيجية خرائط المفاهيم من الاستراتيجيات الهامة والفاعلة في مجال تدريس التربية الفنية، ولا سيما ما يتعلق بالجوانب النظرية والتاريخية، والتي يمكن تضمينها في عملية التدريس،