تعد الدراسة في التراث القبطي أمرهام لكشف الكثيرعن حياة أجدادنا المصريين في الحقبة التاريخية المعروفة إصطلاحًا بـ"الحقبة القبطية "، ويعتبر دراسة طب أمراض العيون أحد فروع هذا التراث، والذي يهدف من خلاله إلى رسم تصور كامل لأمراض العيون التي كانت شائعة بين الأقباط، من خلال تحديد جميع أمراض العيون وتصنيفها، والتي يمكن تقسيمها بشكل أساسي إلى أمراض عيون داخلية وأمراض عيون خارجية، كما يأمل البحث في تحديد المصطلحات والتعبيرات اللغوية التي أستخدمها الأقباط للتعبير عن هذه الأمراض، وكذلك التعرف على الإجراءات الطبية والمماراسات العلاجية المتبعة لعلاج أمراض العيون، والتي تشير إلى ممارسة الأقباط لكل من الطب العقلاني العلمي متمثلاً في إعطاء وصفات علاجية وإجراء جراحات العيون، وكذلك ممارسة الطب الروحاني المتمثل في الشفاء الإعجازي الذي يتضح في المعجزات التي حققها السيد المسيح والقديسين لعلاج أمراض العيون المستعصية التي لم يتوصل لعلاجها بالطب العقلاني، وكذلك الإيمان بالشفاء الديني المتمثل في الصلاة واللجوء إلى الأديرة والكنائس اللذان كانا لهما دورًا هامًا في علاج أمراض العيون، وسوف يتم تناوله في هذه الدراسة، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على المعالجين والأطباء الأقباط، ومحاولة تحديد المتخصصين منهم في علاج أمراض العيون. ونظرًا لتعدد وكثرة أمراض العيون التي تحتاج إلى العديد من الدراسات، فقد استهدف البحث دراسة أحد أنواع هذه الأمراض، وهي أمراض العيون الداخلية، التي يأمل البحث بعمل دراسة شاملة لها تتمثل في دراسة تفصيلية لكل مرض على حدى، ودراسته من الناحية اللغوية وتحديد أعراض المرض والوصفات العلاجية المحدده له. وتتبع منهجية البحث الدراسة التحليلية الوصفية لكل ماذكرعن طب العيون في المصادر القبطية، التي يمكن تحديدها زمنيًا ببداية القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الحادي عشر الميلادي.