هدفت الدراسة الحالية تقديم " مراجعة تحليلية نقدية" للأدبيات التي أبرزت ملامح نظام الساعات المعتمدة، ورصدت السلبيات والانتقادات التي وُجهت إليه، كما تبدى ذلك من قبل بعض الدراسات والتقارير الأمريكية الصادرة عن الجهات الرسمية، إضافة إلى الدراسات التي تناولت الوضع الراهن لهذا النظام والمشكلات التي يعاني منها في الجامعات المصرية. وبناءً عليه، هدفت الدراسة في الجزء الثاني منها إلى البحث عن بديل " مُعتمد فعلياً " في نظم التعليم المتقدمة، يُعالج العيوب والمثالب التي تكتنف نظام الساعات المعتمدة، وتقديم رؤية مقترحة لكيفية الأخذ به، وتطبيقه في التعليم الجامعي المصري. وانتهت الدراسة إلى نتيجة مؤداها: إن تطبيق نظام النقاط الأوروبي كبديل لنظام الساعات المعتمدة، مع ضرورة توافر مجموعة من المتطلبات القبلية كضمانات لنجاحه، هو البديل الأمثل، والأصوب. لقد استعانت الدراسة بالمنهج الوصفي في رصد وتحليل الفوائد والمميزات التي تشجع علي تطبيقه كبديل لنظام الساعات المعتمدة من خلال الإفادة من الأدبيات التربوية الحديثة، واقتراح المتطلبات القبلية في المجال التشريعي والسياسة التعليمية، والمجال التنظيمي، والتعليمي، والبنية التحتية، علَّ من أبرزها: إعادة النظر في بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات الحالي أو حذفها بما يتناسب مع تطبيق نظام النقاط الأوروبي، وتعزيز استقلالية الجامعات بما يمكنها من اختيار نظام التدريس الذي يلائمها في ضوء ضوابط مرنة ، والعمل على تأهيل الكوادر البشرية اللازمة لتطبيق نظام الساعات الأوروبي كمًا وكيفًا مع تحديد تبعية تلك الكوادر بشكل واضح ودقيق لجهة إدارية أو أكاديمية ما منعًا لازدواجية الأدوار وضمان الإشراف الإداري السليم وتحقيق المساءلة والمحاسبية بشفافية فيما أُسند إليهم من أدوار ومهام،  وأخيراً : إعادة هيكلة البرامج والمقررات الدراسية، مع إتاحة مساحة أكبر للجوانب المهارية والعملية التي يتلقاها الطلاب مقابل الجوانب المعرفية، وربطها بمتطلبات سوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة.