هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة أثر استخدام استراتيجية التعلم المقلوب في تنمية العمق المعرفي في تدريس (محور القياس) في الرياضيات لدى طلاب التربية (شعبة الرياضيات) بجامعة ظفار. وللتحقق من اثر الاستراتيجية، اعتمدت الدارسة على المنهج التجريبي القائم على التصميم شبة التجريبي، تكونت عينة الدراسة من (63) طالبة تخصص بكالوريوس الرياضيات بقسم التربية، تم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين متكافئتين: المجموعة التجريبية (29) طالبة، والمجموعة الضابطة (34) طالبة، وتمثلت أدوات الدراسة في اختبار مستويات العمق المعرفي في الرياضيات (مستوى التذكر وإعادة الإنتاج، ومستوى تطبيق المفاهيم والمهارات، ومستوى التفكير الاستراتيجي، ومستوى التفكير الممتد)، تم تطبيق الاختبار على مجموعتي الدارسة قبليا وبعديا، تم تحليل البيانات معالجتها إحصائيا وعمل المقارنات بين المجموعتين من خلال المتوسط الحسابي والانحراف المعياري واختبار(ت)، وقياس حجم الأثر باستخدام مربع ايتا. أظهرت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات طالبات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لاختبار مستويات العمق المعرفي في الرياضيات لصالح المجموعة التجريبية على مستويات العمق المعرفي الأربعة والاختبار ككل، وبحجم تأثير مرتفع تراوح بين مستويات العمق المعرفي من (0.744 - 0.946)، كما بينت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي البعدي لاختبار مستويات العمق المعرفي في الرياضيات لصالح القياس البعدي على مستويات العمق المعرفي الأربعة والاختبار ككل، مما يدل على فعالية استخدام استراتيجية التعلم المقلوب في تنمية مستويات العمق المعرفي في الرياضيات. وأوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات أهمها: توجيه أعضاء الهيئة التدريسية لاستخدام استراتيجية التعلم المقلوب لما لها من اثر إيجابي في زيادة العمق المعرفي وممارسة التفكير العالي، وتوظيف استراتيجيات التعلم المقلوب في تعليم وتعلم الرياضيات وربطها بالمصادر المتنوعة وباستخدام التكنولوجيا، تدريب الأساتذة على استخدام طرائق واستراتيجيات تدريسية تركز على تنمية العمق المعرفي في الرياضيات.