نشبت حرب ضروس بين السلاجقة والغزنويين نجح على آثرها السلاجقة في انتزاع خراسان من السلطان مسعود الغزنوي بعد أن هزموه في موقعة داندانقان، ورنا السلاجقة بأبصارهم تجاه الخليفة العباسي فأرسلوا مبعوثهم طامحين في الحصول على الاعتراف من جانب الخليفة وتدعيم شرعيتهم، وجاء في ثنايا الرسالة تبرئة أنفسهم من التعدي والبغي على أملاك السلاجقة مستندين على حادثة أسر السلطان محمود الغزنوي -عميد آل سبكتكين والغازي المشهور- للزعيم السلجوقي إسرائيل بن سلجوق وإرساله سجينا إلى قلعه كالنجر في الهند.  تلك الحادثة التي سجلتها عدد من المصادر، وأيدها كتاب محدثين، تمثل مرحلة فاصلة في تاريخ الإسلام في المشرق؛ إذ أن الدول المستقلة كالطاهرية والصفارية والسامانية والغزنوية رغم ذيوع صيتها، ولكنها احتفظت بطابع مشرقي ذلك الطابع الذي حمله السلاجقة في توسعهم غربا وسيطروا على الخلافة العباسية، ومدوا نفوذهم إلى حدود مصر وتركوا إسهاما حضاريا كانوا له أثرا في الدولة الايوبية والمملوكية في مصر، بل إن توسع السلاجقة كان سببا في تسرب العنصر التركي إلى شمال أفريقيا و اتخاذهم جندا في التشكيل العسكري الخاص بدولة الموحدين.