يتناول هذا البحث تسليط الضوء على شخصية رجل دين يوناني نشأ بمدينة طرسوس شمال بلاد الشام،  يدعى ثيودور عام 668م وصل الرجل الى مدينة كانتربرى جنوب البلاد لتبدأ مرحله جديده شعارها النهضة والإصلاح الكنسي والتعليمي، حيث وضع هذا الرجل القادم من طرسوس أسس النظام الكنسي للكنيسة الإنجليزية وكان تأثيره غير عادى فقد وجدها هيئه تبشيرية غير منظمة وتركها منظمة بالكامل وكانت إنجازاته بشكل رئيسي تنحصر في التنظيم والإدارة والانضباط الكنسي، ومازال هذا الأساس الذى وضعه ثيودور هو النظام الكنسي لكنيسة إنجلترا، وتدور فكرة البحث في عدة محاور رئيسية، هي التعريف بثيودور وأسباب وكيفية اختياره رئيساً لأساقفة الكنيسة الإنجليزية، ثم يتناول رحلته الى روما ومرافقة هادريان الإفريقي له، وإصلاح النظام الكنسي وتغييره، وتعيين الأساقفة، وعقد المجامع الكنسية (هيرتفورد673م وهاتفيلد 680م)؛ لتأكيد الإيمان الكاثوليكي ودحض بدعة المونوثوليت ، وتقسيم الأبرشيات وخاصة ابرشية نورثمبريا وهى السياسة التي جعلته في صراع مع ويلفريد الذى أصبح أسقف يورك عام 664م.      كما يتناول دوره في تنفيذ أهم برامج التدريس في التاريخ الإنجليزي من خلال تأسيس مدرسة كانتربرى والتي أصبحت مشهوره في كل أنحاء أوروبا بتدريس اللغات اليونانية واللاتينية والتي كانت سببا في العصر الذهبي للمنح الدراسية الأنجلوسكسونيه، وتناول ايضاً دوره في نقل الأفكار الشرقية الى الغرب اللاتيني، وتكوين ما عرف بالتوبة وأحكامها لاستكمال السياسة الإصلاحية والتي مازالت موجوده بالكنيسة الإنجليزية وقد مكنته معرفته بالقانون المدني والروماني من وضع قوانين النظام الكنسي في انجلترا، فكان تأثيره واضح في ثقافة البحر المتوسط.