أهتمت هذه الدراسة بالأسباب التي نتج عنها قيام الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد
Richard Coeur de Lion))  ( 1189- 1199 م ) بإجراء مذبحة كبيرة للأسرى المسلمين بعد استعادة استيلاء الصليبيين على عكا أثناء الحملة الصليبية الثالثة ، وذلك من خلال مناقشة ما جاء في المصادر الإسلامية والصليبية والسريانية المعاصرة من روايات تتضمن أخبار عن هذه المذبحة وما أحيط بها من أحداث . في نهاية هذا البحث يتضح أن عدد الأسرى المسلمين الذين استشهدوا في هذه المعركة يتراوح ما بين ألفين وستمائة وألفن وسبعمائة ، وهو عدد يكافئ عدد الأسرى الصليبيين المراد مبادلاتهم بهم ، وأنه توجد دوافع عديدة أدت إلى مذبحة تل العياضية ضد الأسرى المسلمين أولها الاختلاف في تنفيذ بنود اتفاقية تسليم عكا للصليبيين ، وهى أن الصليبيين تنصلوا من تنفيذ شروط الاتفاقية التي تلزمهم تسليم ما عندهم من أسرى مسلمين مقابل تسلمهم أسراهم الصليبيين ، وأنهم أرادوا عدم تسليم الأسرى المسلمين المعينين من الجانب الإسلامي وإبقائهم في الأسر إلى حين يتنازلون عنهم مقابل فدية مالية كبيرة ، وادعوا زورا وبهتانا على صلاح الدين أنه يهمل تنفيذ ما عليه من بنود الاتفاقية ويضيع الوقت في المراسلات والمفاوضات حتى يتحصل على شروط أفضل من سابقتها ، ولكن الحقيقة أنهم كانوا يضمرون الغدر بالأسرى المسلمين ، ويدل على ذلك دوافع أخرى أفرزها تتابع الأحداث ، وهى أن ريتشارد أراد أن ينتقم من المسلمين بسبب أعمال التخريب والتدمير التي قام بها مسلمو عكا قبيل تسليم مدينتهم إليه في 587هـ/ 1192م.