تُعد الطباعة واحدة من الفنون التقليدية التي استطاع الكثير من الفنانين المعاصرين عن طريقها انتاج العديد من أعمالهم الفنية، حيث استخدموا عدة أساليب مبتكرة في محاولة منهم أن يجعلوا أعمالهم الفنية المطبوعة متفردة وغير تقليدية. فاتسمت أعمالهم بالحرية والتي ظهرت جلية عندما ترك هؤلاء الفنانون كل ما هو تقليدي وتمردوا على كل ما هو كائن للوصول إلى تجربة فنية تتسم إلى حد كبير بالحرية والتجديد.
من هذا المنطلق نجد أن مفهوم هذه التجربة الفنية يتلخص في عملية التنقيب بحرية سواء في ذاكرة الباحث حيث قراءاته واهتماماته في مجال التخصص أو التنقيب بصورة ميدانية حيث بدأ الباحث في عملية بحث مطولة عن بقايا المخلفات الخشبية المتهالكة لاستخدامها في الأعمال الفنية المطبوعة، والاستفادة من شكلها المتهالك والمتأثر بغشامة النقل والكسر البشري، لتقديم حالة تتسم بالصدق مع موضوع التجربة؛ الأمر الذي صعب تنفيذه بهذا الشكل المزعم مما اضطر الباحث إلى تغيير خطته في استخدام القوالب القديمة المتهالكة، واستبدلها بقوالب جديدة على أن يقوم باستلهام التكوينات والتأثيرات الملمسية التي طرأت على قوالب الأخشاب القديمة لمحاكاتها على قوالب الخشب الجديدة بأسلوب حفر مناسب. الأمر الذي أدى بالباحث إلى إبتكار بعض الأدوات المستخدمة في عملية الحفر يكون من شأنها إحداث التشابه بين ما أهدته الطبيعة وبين ما تستطيع يد الفنان تنفيذه