كانت ولا تزال أساليب الإحياء والإستلهام من التراث المعماري والعمرانى بتوظيف عناصره ومفرادته، كمادة غنية للدراسة والبحث على المستوى الرمزي والروحي والثقافي والتشكيلي، وعلى الرغم من تعدد وسائل التعامل مع التراث المعمارى فإنها جميعًا قد وُظِفَت للتعبير عن الطابع والهوية التراثية للمجتمعات التقليدية، وبالتركيز علي عمليات الإحياء والإستلهام من التراث بمصر وبالتحديد في المنشأة السياحية وذلك بتوظيف مفردات وأشكال الطرز المصرية كالمصري القديم والإسلامي في عصورهم المختلفة كتعبير مباشر عن تميز هُويتنا التراثية، وقد تم إحياء الطرز التاريخية إما بالإقتباس بالنقل المباشر بالنسخ وتقليد أجزاء من أو كامل المباني الأثرية القديمة أو كلها بالإقتباس غير المباشر بشئ من التعديل للمفردات التراثية بهذه المبانى مثل أشكال الفتحات أو التفاصيل الزخرفية والكرانيش والأفاريز وتوظيفها فى تشكيلات وتصميمات تختلف عن أصولها القديمة، بينما الإستلهام سواء كان فكرياً بإدراك المضمون ثم الخروج بمعالجات جديدة وصياغات عصرية ، أو شكلياً إعتماداً علي التجريد والتحرر من الصورة المألوفة بتحريرها من النسب والمقياس وتوظيفها بصورة معاصرة يظهر بها الإستغلال الأمثل للتكنولوجيا. هذا وقد ظهرت أهداف هذه الأساليب في مقاومة الإغتراب الحضاري والتعبير عن الهُوية الذاتية والتراثية.
وقد إنحرف هذا الإتجاه بمرور الوقت عن أهداف بواعثه الأصلية وتحول إلى تعبير عن التظاهر بالوجاهة والفخامة وتطور إلى خليط كرنفالي مشوه وغريب من المباني التي تفتقر إلى الذوق الفنى السليم نتيجة لإفتقار معظم ممارسيه للثقافة المعمارية التراثية والمعرفة الجادة بأصول وفلسفة الطرز المعمارية التاريخية.