تقدم هذه الورقة دراسة تحليلية لبعض من النظريات المكانية كنظرية النشاط الروتيني والاختيار العقلاني، مع التركيز على نظرية نمط الجريمة وعلاقاتها بالتقييمات المكانية لأنماط الجريمة. وتؤكد نظريات المكان على التفاعلات الاجتماعية داخل الأماكن وفيما بينها كمصدر للجريمة، وتقدم تحليلاً وتفسيراً لأنماط حركة للجناة. وتتناول هذه النظريات أهمية التوقيعات المكانية التي تتطلب تطبيق التقنيات الجيوإحصائية المكانية لأثبات النظرية أو رفضها. ومن ناحية أخرى تقطع النظريات القائمة على المكان شوطاً نحو الحد من هذه الجرائم، لأنه يتم التركيز على فهم الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للمكان والأنشطة التي تحدث حول المواقع كمصادر للجريمة. تحاول هذه النظريات تحليل "المولدات" للجريمة بطرق تعطي بعداً مكانياً واضحاً من خلال النظر في التفاعلات المكانية بين الجناة وأهداف الجريمة، وهذه النظريات لها آثار مكانية لأنها تحتوي على بيانات محددة حول كيفية استخدام الجناة للمساحة المحيطة بهم وكيف ترتبط أنماط الاستخدام هذه بأنماط النشاط الإجرامي. كما توضح هذه الورقة مدى مساهمة نظم المعلومات الجغرافية في تطبيق هذه النظريات من خلال الأساليب الجيوإحصائية المتوفرة في البرنامج.