تدين إمارة مولدافيا بإنشائها في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، إلى الجهود التي قام بها لويس الأول ملك هنغاريا (المجر) (1342-1382م) من أجل بسط نفوذه شرق الكاربات. حيث أعتلي الأمير لاتكو الحكم في عام 1368م؛ ومن ثَمَّ قرر التحول إلى الكاثوليكية، مما جلب له ثلاث مزايا؛ هي: أولًا- الحماية من التوسع المجري على إمارته، ثانيًا- الاستفادة من تقارب الجوار مع مملكة بولندا، ثالثًا- ضمان الحماية البابوية له ولإمارته الناشئة والمستقلة حديثًا، ولكي يضمن أيضًا الحرية والاستقلال الذاتي في حالة وجود نية لتوسع السلطة البولندية على أراضي مولدافيا. وفي ذلك الإطار اتصل الأمير لاتكو بالبابوية لكي يستقوي بها ضد الهيمنة السياسية المجرية على أراضي إمارته، وأرسل في بداية عام 1370م سفارة تحمل رسالة منه إلى البابا أوربان الخامس (1362-1370م)، أبلغه فيها بتحوله إلى الكاثوليكية، وطلب منه تأسيس أبرشية كاثوليكية في عاصمته سيريت، وتعيين أسقفٍ كاثوليكي عليها. وبالفعل قام البابا بعمل الإجراءات اللازمة لتأسيس تلك الأسقفية، لكن عاجلته المنية قبل إتمام ذلك؛ فقام خليفته البابا جريجوري الحادي عشر (1370-1378م)، بتكليف الأسقف فلوريان أسقف كراكوف، بترسيم الأسقف البولندي "أندرياس " كأول أسقف على أسقفية سيريت (1371-1388م).