يُعد تعرف الإنسان على هذا الكون ومجرياته ضرورة من ضروريات وجوده؛ يرى فيه عظمة خالقه وقدرته في ابداع خلقه في هذا الكون المترامي الأطراف اللامتناهي في اتساعه وفي حركته، ويرى في استقراء قوانينه ما يمكنه من تسخير الطبيعة في سبيل سعادته؛ فضلاً عن ضرورة معرفة القوانين التي تتحكم في حركة نجومه وكواكبه ومجراته وعلاقة هذه الحركة ومجرياتها مع أمور دينه ودنياه، لهذا دأبت البشرية خلال العصور على التطلع إلى السماء ومراقبة النجوم والكواكب والاقمار.
       وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة ومكتسباتها النواة الأولى والركيزة المهمة في تحديد معالم وملامح الطفل وميوله وتوجهاته في المستقبل، وهو ما لم ينكرهُ علماء النفس والكثير من علماء التربية، فيما ذهبوا إلى أن السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل تعد من أهم السنوات العمرية، حيث تعتبر تلك السنوات الأولى اللوح الأبيض الذي يمكن أن تكتب عليه عادات وعبارات وسلوكيات قد يكون من الصعب محوها، فهي مرحلة جوهرية وأساسية تستقر فيها أسس التربية وتبنى عليها المفاهيم، ويتولد عند الأطفال من خلالها الأفكار، ويُثار في تلك المرحلة الأسئلة والتساؤلات، ويبدأ البحث عن إجاباتها في السنوات العمرية القادمة.
       وتكمن خطورة تلك المرحلة وأهميتها، من حيث نوع الأسئلة التي تطرح في تلك المرحلة من العمر، وتأتي أهميتها من سرعة النمو في كافة نواحيها.
       وتُعد مرحلة الطفولة المبكرة من أهم فترات عمر الإنسان من حيث التعلم الذي يتم فيها، وما يكتسبه الطفل من خبراتٍ ومهاراتٍ اجتماعيةٍ وحياتيةٍ، ومواقف تعليمية تمكنه من التفاعل مع الآخرين، والنجاح في التعامل مع المستجدات في المواقف المختلفة، فهي مرحلة حاسمة في تشكيل أبعاد نمو الطفل من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، ومرحلة الروضة يعتبرها البعض مرحلة الإعداد للمدرسة، فهي تهدف إلى توفير قاعدة متينة من الخبرات والمعلومات المهمة للأطفال، التي تساعدهم على التعلم في مراحلة العمرية القادمة؛ لهذا فقد أجمع المفكرون والمهتمون بأمور التربية على أن الهدف الشامل للتعلم؛ هو تنمية شخصية الطفل من الصغر، ومن ثم معرفة الواقع الاجتماعي وإمكاناته ومتطلباته، حيث أن المهارات الحياتية وتنميتها أصبحت من الأمور التي تعتبر ضرورية وهامة لحياة الفرد في أي مجتمع( زينات الكرمي، 2010: 34).
       ويملك طفل الروضة اهتمام عفوي بالعلوم بوجه عام، فالطفل في طبيعته محب للبحث وللتجريب والاستطلاع والاكتشاف فنجده يشاهد ويتعجب ويبحث ويكتشف ويسأل     ويستفسر وهو عندما يفعل ذلك فإنه يمارس العلوم كجزء من حياته اليومية
 (Saçkes, etal, 2011: 235)  اتااs and others,2011:235 klطلاع والاكتشاف فنجده يشاهد ويتعجب ويبحث ويكتشف ويسأل ويستفسر وهو عندما يفعل ذلك فإنه يمارس العلوم كج
       وتعد المفاهيم بمثابة حجر الزاوية لمعرفتنا، فهي تسمح للبشر بتنظيم وفهرسة معلوماتهم، وتتشكل المفاهيم عبر عملية طويلة تمتد جذورها من الطفولة المبكرة، حيث يبدأ الأطفال في بناء العديد من المفاهيم خلال المرحلة السابقة، كما أنهم يطورون العمليات التي تمكنهم من تطبيق مفاهيم حديثة الاكتساب، وتوسعة المفاهيم الحالية وتنمية مفاهيم جديدة، ويعرف المفهوم بأنه: "عملية تمثل وجود الشبه بين أشياء أو أوضاع أو حوادث مختلفة" ويتكون المفهوم عندما يستخلص الإنسان وجه الشبه بين الموضوعات إذ هو فكرة تخرج من عالم الفكر أو العقل، إلى عالم التعبير، عن طريق وضعها في قالب لغوي (عزة عبدالفتاح، 2016: 5-6).
       ولتعلم المفاهيم أهمية بالغةٌ، تكمن أهميتها من حيث أنها تقلل من تعقد البيئة إذ أنها تصنف ما هو موجود من أشياء ومواقف، وتُقلل الحاجة إلى إعادة التعليم عند مواجهة أي موقف جديد، وتساعد على التوجيه والتنبؤ والتخطيط لأي نشاط ( آمال بدوي وأسماء توفيق، 2009: 51).
       غالباً ما تبدأ الأسئلة الطفولية عن الطبيعة والفضاء، وكأن المسألة حاجةٌ بشرية طبع العقل البشري عليها، ومن أهم المسائل المُهم إكسابها للطفل هي العلوم الطبيعية خاصةً ما يتعلق منها بالأرض والفضاء، وهما المحورين الرئيسيين لمعرفته الأولى، إذ عليه معرفة بيئته التي يعيش فيها ويكتشف عناصرها، بالإضافة إلى أن الاهتمام بتقديم المفاهيم العلمية منذ الصغر يطور خبرات الأطفال بشكل أفضل ويمكنهم من تحصيل المعرفة العلمية التي تمكنهم في ما بعد من مواكبة التطورات والتغيرات المتسارعة في العلوم والتكنولوجيا في هذا العصر