تمثل الهدف الرئيس للدراسة الحالية في التعرف على الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا الرقمية في تنمية سوق العمل بالمملكة العربية السعودية. وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف الرئيس، فقد تم صياغة مجموعة من الأهداف الفرعية، تمثلت في: التعرف على البنية التحتية الرقمية للمملكة العربية السعودية، والوقوف على العلاقة بين تطور التكنولوجيا الرقمية وسوق العمل في المملكة العربية السعودية، وكذا تقييم الوضع الراهن والمستقبلي لسوق العمل في المملكة العربية السعودية. ولتحقيق الأهداف السابقة، فقد جرى الاعتماد على الأسلوب الوصفي التحليلي؛ وعقب تحليل البيانات التي تم جمعها، فقد أظهرت النتائج وجود نمو مضطرد في كافة مؤشرات البنية التحتية الرقمية، وهو ما يدلل على حرص المملكة العربية السعودية على تطوير بنيتها التحتية الرقمية إلى حد كبير؛ كما أظهرت البيانات الدور الرائد لاستراتيجيات التعليم والتدريب المتبناة من قبل المملكة العربية السعودية في دعم العلاقة بين التكنولوجيا الرقمية وسوق العمل. وأخيرا، أظهرت نتائج الدراسة الدور الفعال والإيجابي الذي يمكن أن تفعله التكنولوجيا الرقمية في خفض معدل البطالة في المملكة عام 2026، وذلك إلى مستوى المعدل الطبيعي للبطالة والذي يبلغ نحو 6 %، وهي نسبة تطمح الكثير من الدول المتقدمة الوصول إليها. مما يشير ذلك إلى أن المملكة تأخذ المسار الصحيح في إعادة هيكلة سوق العمل، من خلال العمل على مواءمة متطلبات سوق العمل ومهارات الخريجين.