تتناول هذه الدراسة موقف حکام الکويت من الأزمات الداخلية والصراعات السياسية في البحرين، ولقد اعتمدت هذه الدراسة بشکل رئيسي على وثائق الخارجية البريطانية، بالإضافة إلى المصادر العربية، من وثائق ومذکرات وذکريات وشهادات تاريخية ومؤلفات ومقالات وبحوث ودراسات اکاديمية، وحددت الدراسة نقطة البداية الرمزية بعام 1873 وهو العام الذي شهد تأسيس البحرين وتوقفت الدراسة عند عام 1915 وهي السنة التي توفي فيها الشيخ مبارک الصباح مؤسس دولة الکويت الحديثة، وتوضح الدراسة کيف استغلت السياسة البريطانية (الوکيل السياسي في البحرين وحکومة الهند البريطانية) الصراعات بين بعض أفراد الأسرة الحاکمة في البحرين بهدف السيطرة على هذه الجزيرة الاستراتيجية، لتحافظ على مصالحها في البحرين والخليج العربي کله، وترکز الدراسة على موقف حاکم الکويت الشيخ مبارک الصباح من الخلاف بين الشيخ عيسى وابن عمه الشيخ ناصر بن مبارک، ثم دور الشيخ مبارک في حل الخلاف ما بين الشيخ علي بن أحمد آل خليفة والشيخ عيسي حاکم البحرين الذي امتد لنصف قرن (1869-1932)، فقد کان شيخ الکويت يتبع الدبلوماسية الهادئة، إذ أن شعور الإخوة العربية بينه وبين حکام البحرين هو الذي أملي عليه هذا التصرف، وتؤکد الدراسة في خاتمتها على أن هذا الدور الايجابي لشيوخ الکويت منذ بدايات تأسيس دولة البحرين هو نموذجا يحتذى به لتدعيم أواصر الإخوة والقرابة بين الطرفين، وهو ما تجسد فيما بعد في فکرة إنشاء منظمة دول مجلس التعاون الخليجي عام 1981 باقتراح من حاکم الکويت المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح.