تأتي الدراسة لرصد الاستراتيجيات الخطابية في الخطاب الإعلامي العربي والغربي إزاء حرب غزة الأخيرة، باعتبار الاستراتيجيات الخطابية من أهم مميزات الخطاب الإعلامي العالمي لتحقيق أهداف محددة وتأثيرات عديدة، من خلال صياغة الرسالة الإعلامية بطرق وأشكال تُمكن الكاتب من إقناع القارئ بفكرة أو وجهة نظر ما، استناداً إلى ما يدعمها من حجج وبراهين، خصوصاً مع تطور وسائل الاتصال والوصول للجماهير مهما اختلفت أوقاتهم وأماكنهم ولغاتهم وثقافاتهم، وقد اعتمدت الدراسة الوصفية السببية على منهجاً تكامليًا لتحليل الخطاب، اشتمل على تحليل الخطاب بوصفه ممارسة اجتماعية، تحليل الحجج البلاغية، وتحليل الإطار، حيث تم تحليل 30 مقالاً في موقعي اليوم السابع وواشنطن بوست، وقد رصدت الدراسة توظيفاً صريحاً لعدة استراتيجيات خطابية في اليوم السابع المُعبر عن وجهة النظر المصرية العربية، وموقع واشنطن بوست المُعبر عن وجهة النظر الغربية الأمريكية والأوروبية، فبدا واضحاً اعتماد اليوم السابع على الاستراتيجية الهجومية من اللحظة الأولى باعتبار ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023، بأنه بطولة وصمود وشرف وانتصار لمعاناة الفلسطينيين، كما تبنت استراتيجية اتهام الطرف الأخر، بإلقاء المسؤولية على إسرائيل بأنها سبب اندلاع الأزمات والحروب دائماً نتيجة الأفعال الإجرامية التي تمارسها على الفلسطينيين، بينما اعتمد الخطاب الغربي على استراتيجية الدفاع عن الروايات الإسرائيلية ودعم وجهة نظرها، واعتمدت أيضاً على استراتيجية اتهام الفلسطينيين بالإرهاب والغوغائية، وأنهم مصدر معاناة وقلق دائم لإسرائيل التي لها الحق في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من هجمات الفلسطينيين وخصوصاً الفصائل الفلسطينية المسلحة، كما رصدت الدراسة توظيف الحجج والبراهين وفقاً للأيديولوجيات المتضادة للطرفين اعتماداً على الأدلة التاريخية والثقافية والدينية والاجتماعية، التي جاءت في صالح الجانب الفلسطيني، في مقابل ضعف الحجج الغربية ومحاولتها لتحييد أدلة وحجج الخطاب العربي.