تعتبر مهنة التعليم من المهن العظيمة منذ أقدم العصور وذلك لأهميتها الكبرى في تطوير الشعوب ، كما أن رسالة التعليم تعتبر من أسمي الرسائل حيث تعتبر من رسالات الأنبياء والرسل الذي بعثهم الله سبحانه وتعالي ليعلموا الناس أمور دينهم ودنياهم ويهديهم إلي صلاح حالهم في الدنيا والاخرة، لذلك فهي من أشرف المهن وأفضلها لأن المستقبل لأي أمة رهن بأيدي المعلمين من حيث التقدم والتخلف وفي بناء أجيال الأمة ، والمنظومة التربوية بحكم موقعها من العملية التربوية فهي كالعمود الفقري من كيان الأمة الحضاري الشامل والمتكامل، حيث تعد التربية من أهم وسائل الرقي الحضاري والتطور الثقافي والفكري حيث إن المنظومة التعليمية السوية لا يمكن أن ينفصل فيها التعليم عن التربية علي القيم ذلك أن المنظور الشامل للرسالة التعليمية يقصد به تكوين شخصية المتعلم في مختلف أبعادها (البشري,2015, 11)
حيث إن تربية المتعلم ليس مجرد تزويده بالمعلومات وحشو عقلة بالمعارف وإنما الأمر يتعداه إلي تزويده بنسق من القيم يسهم في بناء ضميره الإنساني وتوجيه سلوكه وضبط تصرفاته فالمعرفة النظرية لابد أن تقترن بالممارسة العملية وأن تترجم إلي سلوك وعمل يعود بالنفع والخير علي المتعلم وعلي المجتمع والانسانية بأكملها ، ولعل ما يجعل التربية ضرورة من ضروريات الحياة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضي نتيجة تردي الجانب القيمي لدي الكثير من الافراد حيث الانحلال الخلقي المتمثل في انتشار الجريمة والفساد وضعف الضمير الانساني وتغلب المصلحة الخاصة علي المصلحة العامة و اهتزاز القيم واضطراب المعايير الاجتماعية والاخلاقية (قشلان,2010, 2).
ويعد الضمير مصدراً رئيساً من مصادر الأخلاق ينطوي في ذاته علي معاني الثواب والعقاب ويمثل الضمير أيضاً ملكة من ملكات النفس الإنسانية لذلك فهو يقوي بالتربية ويضعف بالإهمال وإن المجتمعات التي تهتم بتربية أبنائها وتنظم تشريعاته وقوانينه وعاداته وتقاليده علي الضمير تساهم في إيجاد الضمير الصالح والحي لدي كل فرد من أفراد المجتمع(الساعدي،2018، 229)
ويري عدد من العلماء أن الضمير يمكن تربيته لأنه استعداد فطري يولد به الإنسان ومع هذا يمكن أن ينحرف بسبب التأثير بالمنفعة الذاتية والعادات السيئة والعواطف والانفعالات حيث أن أحكام الضمير غير ثابتة بل متغيرة تتأثر من زمان لأخر ومن مكان لأخر حيث إن وظيفة التربية هي تمكين المتعلم من تنمية شخصياتهم في جميع مكوناتها الفكرية والخلقية والاجتماعية حتي يبلغوا استطاعتهم من الكمال الإنساني، و إذا كان للضمير كل هذه الاهمية فلابد من البحث في نشأته أو تكوينه وكيف يصبح حياً ويقظاً وحارساً أميناً لسلوك صاحبة في السر والعلن ،فأننا اليوم في مسيس الحاجة لإحياء الضمائر وإيقاظها وتنميتها وتقويتها وتدعيمها في الإنسان وذلك يبدأ منذ الطفولة المبكرة ، حيث يتكون ضمير الطفل عن طريق ما يتلقاه الطفل من الأوامر والنواهي والنصائح والتوجيهات والارشادات والتوعية من الوالدين في أول الامر ثم من الكبار عامة كرجل التعليم ويتم ذلك عن طريق المدرسة (العيسوي,2012, 15)