يعد مجال صعوبات التعلم من أهم المجالات الذي يتزايد الاهتمام به في الآونة الأخيرة؛ وذلك من أجل تقديم البرامج العلاجية للتلاميذ الذين يتعرضون لأشكال مختلفة من صعوبات التعلم التي تحول دون تحصيلهم الأكاديمي، وتؤدي إلى الإخفاق في العملية التعليمية. وبالرغم من صعوبة تحديد هذه العينة من التلاميذ، إلا أن هناك قدرًا من الاتفاق بين معظم التعريفات التي تناولت صعوبات التعلم؛ فالتلاميذ ذوو صعوبات التعلم يظهرون تباعدًا ملحوظًا بين تحصيلهم المتوقع في بعض المواد الدراسية، والأداء الفعلي، ولا يظهرون تدنيًا دراسيًا في كل المواد الدراسية، ويستبعد منهم الفئة التي تعاني من إعاقة عقلية أو حسية(سمعية أو بصرية)، أو اضطرابات انفعالية، أو حرمان بيئي أو ثقافي أو اقتصادي، كما أنهم يتميزون بذكاء متوسط أو فوق المتوسط، كما أن مشكلات القراءة والكتابة تعد من أهم المشكلات الرئيسية لدى هؤلاء التلاميذ. ( فتحي الزيات، 2017، 190)^(*)  إن صعوبات التعلم التي يعاني منها التلميذ تستنفد جزءًا عظيمًا من طاقاته العقلية والانفعالية، وتسبب له اضطرابات انفعالية، وتترك بصماتها على معظم شخصيته، فيكون أكثر ميلاً إلى الانطواء، أو الانسحاب، وتكوين صورة سلبية عن نفسه، وتنقسم صعوبات التعلم إلى صعوبات نمائية، وصعوبات أكاديمية، ومن الصعوبات الأكاديمية ما يتعلق بالقراءة والكتابة. (Boder,1973,665) وتعد القراءة والكتابة من المهارات الأساسية والمهمة التي ينبغي على التلميذ أن يكون ملمًا بها خاصة في مرحلة التعليم الأساسي، فهما يعدان وسيلة أساسية لتعلم اللغة وفروع المعرفة الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، تعد صعوبات الكتابة أكثر الصعوبات شيوعاً لدى هؤلاء التلاميذ، وأبعدها أثراً في أداء المتعلم الأكاديمي، إذ ينعكس عجز المتعلم عن استقبال أو معالجة اللغة مسموعة أو مقروءة في عدم قدرته على إنتاج اللغة تحدثًا وكتابةً، ومن ثم تنغلق أمامه مفاتيح المعرفة والتعلم في مختلف مجالات الدراسة، فكيف للتلميذ أن يُحصِّل دروسه في أية مادة دراسية وهو عاجز عن فك رموز اللغة التي كتبت بها، أو فهم مضمونها، وكيف لتلميذ يعانى صعوبات في الكتابة أن يجيب عن أسئلة الاختبارات التحريرية، أو أن يؤدى ما يطلب منه من تكليفات دراسية يقوم أداؤه من خلالها ؟! . ( منى اللبودى ، 2005، 5 )    (*) تم التوثيق في هذا البحث وفق قواعد جمعية علم النفس الأمريكية، الإصدار السابع APA Format (7th Edition)، وذلك بذكر (اسم العائلة، والسنة، ورقم الصفحة) في المراجع الأجنبية، و(الاسم الأول والأخير، والسنة، ورقم الصفحة) في المراجع العربية؛ مراعاة للثقافة العربية وسلامة الصياغة والأسلوب.