يعد الطلاب المتفوقين من الناحية التعليمية، والفكرية ثروة وطنية، وقوة محركة دافعة للتقدم، فهم يمثلون فئة مميزة في المجتمع تتمتع بمواهب وقدرات استثنائية في مجموعة متنوعة من المجالات، تسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الأمة وتعزيز التقدم في جميع المجالات، لذا فإن استثمار هذه المواهب، والقدرات، ورعايتها الشاملة من أولويات أي أمة تسعي للتقدم. ولقد أكدت "رؤية مصر 2030 " التي تُمثل إستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة على أهمية رعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين في كافة المجالات، من خلال الارتقاء بالمستويات التعليمية المقدمة لهم، وتطوير البرامج التعليمية التي توفر لهم تعليمًا عالي الجودة، يلبي احتياجاتهم، ويعزز من قدراتهم، ومهاراتهم. وبالإضافة إلى ذلك، تهدف رؤية مصر 2030 إلى الدمج السريع لهؤلاء الطلاب في سوق العمل وتوفير الفرص الضرورية لتطوير مهاراتهم ومساهمتهم في تطوير المجتمع المصري (استراتيجية التنمية المستدامة،2016). ومع تزايد التطورات التكنولوجية وتغيرات احتياجات سوق العمل؛ باتت الحاجة ملحةً لضرورة الاستثمار في الموارد البشرية، خاصة الموهوبين والمتفوقين منهم، من خلال تقديم الاهتمام والرعاية الشاملة لهم في كافة المجالات، ويأتي في مقدمتها الرعاية التعليمية، ومن ثم ينبغي توفير برامج تعليمية مخصصة لهؤلاء الطلاب تدعم وتعزز قدراتهم ومهاراتهم، بما يسهم في الدمج السريع لهم في سوق العمل كمحرك أساسي لتنمية، وتقدم المجتمع. ومن ثم بات النظر إلى "الأفراد الموهوبين والمتفوقين أكاديميًا وعقليًا، ورعايتهم التعليمية قضية تربوية مهمة فرضت على المجتمعات تبني أنظمة تعليمية متعددة ترتكز علي فلسفة تربوية داعمة لهم، مع ضرورة إعادة النظر في هياكل البرامج التعليمية وطرق التعليم المختلفة، من أجل اختيار برنامج تعليمي يتناسب مع تفوقهم العقلي والعلمي ويسهم في تطوير قدراتهم، ومهاراتهم" (الزنيدي،2021، ص.133).