نال مجال رعاية وتأهيل المعاقين وخاصة بمرحلة الطفولة اهتمامًا بالغًا في السنوات الأخيرة سواء من ناحية الدراسة العملية أو من ناحية التقدم التكنولوجي ويرجع ذلك إلي الشعور المتنامي في المجتمعات المختلفة بأن للمعاق الحق في الحياة كغيره من أفراد المجتمع حسب قدراته وإمكانياته (أسماء هلال، 2009، 11)، وتعد زراعة القوقعة تقنية مبتكرة ساهمت في علاج فقدان السمع العميق في كلا الأذنين مع عدم القدرة علي الإستفادة من المعينات السمعية الأخري بشرط سلامة العصب السمعي.
الوظائف التنفيذية تشير إلي التنظيم الموجه نحو الأهداف لأفكار الفرد، وأفعاله، وإنفعالاته (Moriguchi, Chevalier & Zelazo, 2016, 2)، فالوظائف التنفيذية هامة للتكيف الناجح في مواجهة مهام أو مواقف الحياة الواقعية (سامي عبدالقوي، 2010، 276)، وهناك إتفاق عام علي أن هناك مكونات أساسية للوظائف التنفيذية وهي التثبيط بما في ذلك الضبط الذاتي، والتحكم في التداخل (الإنتباه الإنتقائي والتثبيط المعرفي)، والذاكرة العاملة والمرونة المعرفية (Gifford, 2014, 1)، وتصبح الفرص أكبر بكثير إذا ساعدت طفلك علي بناء المهارات التنفيذية المفقودة أو الضعيفة بدءً من مرحلة ما قبل المدرسة إلي المرحلة المتوسطة من التعليم الأساسي؛ فذلك يمنحه أساسًا مهما للنجاح خلال ذلك الوقت المهم من حياته الإجتماعية والأكاديمية فيصبح أكثر قدرة علي ضبط النفس واتخاذ القرار وحل المشكلات (Dawson, Guare, 2009, 3)؛ وذلك ما أشارت إليه دراسة زينب السيد (2017): بوجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين الوظائف التنفيذية والتعبير اللفظي، ويتضح ذلك لدي زراعي القوقعة من خلال إستحداث موقف سمعي جديد بالنسة لهم، فالأطفال قبل زراعة القوقعة يعتمدون علي وسائل التواصل غير اللفظية وفور الزراعة يستحدث موقف جديد بالنسبة لهم فيحتاجون إلي تغير روتين التواصل غير اللفظي واستبداله باللغة التعبيرية فيحتاج الطفل إلي تثبيط لغة الإشارة وتفعيل الإنتباه الإنتقائي لمفردات اللغة وبناء ذاكرة سمعية مدربة يستطيع الإعتماد عليها، وتكوين إستجابة جيدة تلائم الموقف.