إن تعزيز قدرة الدولة والنظم البيئية على الصمود هو مفتاح الزراعة المستدامة، وتتنافس الدول للانتقال إلى النظم الغذائية التي تعزز الاستهلاك المستدام. ويعتبر عيش الغراب أحد هذه النظم. ولهذا يسعي البحث الي تحليل الوضع الإنتاجي والاستهلاكي عالمياً ومحلياً، وتحليل الاثر الاقتصادي للتوسع في إنتاجه.. وتتزايد المساحة المزروعة بالمشروم عالمياً بحوالي 21.3 ألف هكتار كمتوسط للفترة (2011- 2021)، وبمعدل نمو بلغ نحو 12.2%. كما يتزايد الإنتاج العالمي بمعدل 3.7% سنوياً. وتأتي الصين كأهم الدول المنتجة لعيش الغراب بنسبة تشكل نحو 92.4% من إجمالي الإنتاج العالمي. وبدراسة حجم التجارة العالمية للمشروم يتبين أنها لا تتجاوز 1.5% من حجم الإنتاج، ويرجع ذلك لمحدودية صادرات الصين والتي لا تتعدي 2% من كمية الصادرات العالمية.
ويصنف إنتاج عيش الغراب في مصر ضمن المشروعات الصناعية، وقد بلغ حجم الإنتاج المحلي حوالي 3380 طن، ويتزايد الإنتاج سنوياً بمعدل 8.5%.، وبلغ أعداد المزارع المسجلة في مصر حوالي 695 مزرعة تمثل نسبة المزارع الصغيرة ومتناهية الصغر بنحو 78%.
وبدراسة الاثر الاقتصادي للتوسع في إنتاج عيش الغراب علي الاستثمار ومعدلات العمالة فإن المؤشرات الاقتصادية للدراسات السابقة توضح جدوي المشروع وسرعة دوران راس المال. وبالنسبة للأثر علي الصادرات فإن معدل نمو الصادرات بلغ نحو 23% خلال الفترة المدروسة. وبدراسة معدلات التغذية وفجوة البروتين، تبين أن فجوة البروتين الحيواني تقدر بنحو 40%، وتتزايد سنوياً بنحو 6%، وعليه فإن العمل علي توفير بدائل غذائية أكثر قيمه مع زيادة ونشر الوعى التغذوي أداة لتغير الوضع الاقتصادي والتغذوي وخفض معدلات سوء التغذية البالغة نحو 5.9% من نسبة السكان.