انطلاقًا من القلة النسبية لدراسات الدبلوماسية الرقمية في علاقتها بالسياسة الخارجية للدبلوماسسين من جهة، وللرأي العام من جهة ثانية، تسعى الدراسة الحالية للتعرف على الدور الذي يمارسه موقع التواصل الاجتماعي توتير، في توفير مساحة حرة وجاذبة للرأي العام السعودي، بما يمكنه من تداول المعلومات والآراء والاتجاهات نحو قضايا بلده الداخلية والخارجية. واستهدفت الدراسة قياس اتجاهات الرأي العام السعودي نحو قضايا السياسة الخارجية، وذلك عبر قياس اتجاهاته نحو القضايا السعودية المحلية المثارة على موقع التواصل الاجتماعي توتير، وتحديدًا تلك المثارة على "مساحات توتير" كخاصية من خواص الموقع التي لاقت رواجًا كبيرًا بين أفراد المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة. وقد تبنى الباحث قياس اتجاهات الجمهور السعودي نحو هذه القضايا المطروحة عبر توتير، وذلك على مرحلتين، هما كالتالي: أولًا: قياس معدلات التعرض لموقع التواصل الاجتماعي "توتير"، وتحديًدا خاصية مساحات غرف الدردشة التي يوظفها الموقع، وحجم ودوافع هذا التعرض. ثانيًا: إدراك الرأي العام السعودي للقضايا المثارة عبر هذه المساحات، وتفاصيلها وتقييم الدور السياسي السعودي فيها، والمزايا النسبية التي تتمتع بها هذه "المساحات" بما يجعلها جاذبة لهم في مناقشة القضايا السعودية دون غيرها من مواقع أو سمات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. تم تطبيق الدراسة المسحية على عينة عمدية متاحة من الجمهور العام السعودي قوامها 420 مفردة، في المرحلة العمرية من 25 عام فأكثر، من ساكني مدينة الرياض العاصمة، نظرًا للتنوع الديموجرافي الكبير بها، بما يسمح بظهور نماذج مختلفة، ذات سمات متنوعة إلى حد ما من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي توتير، وبما يجعلها عينة جامعة لصفات العينة العشوائية والعينة المقيدة. كان من أهم نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين كثافة التعرض لمساحات الدردشة على توتير، والاتجاه نحو معالجة هذه المساحات لقضايا السياسة الخارجية السعودية، وهي علاقة طردية إيجابية، اي أنه كلما ارتفعت  كثافة التعرض لمساحات الدردشة على توتير، ارتفع الاتجاه نحو معالجة هذه المساحات لقضايا السياسة الخارجية السعودية. تشير هذه النتيجة إلى التأثير الذي يحدثه استخدام موقع توتير على اتجاه المبحوثين نحو القضايا السياسية.