تهدف الدراسة الحالية إلى تقييم مصداقية المحتوى الصحفي المُولَّد من تطبيق الشات جي بي تي، من وجهة نظر خبراء مجال الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، اعتمدت على المنهجين الوصفي والاستكشافي، واستخدمت دليل المقابلة المتعمقة كأداة لجمع البيانات، حيث تم تطبيقها على عينة عمدية تضم 18 خبيرًا في مجالات الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج، جاء أهمها كالتالي: (1) اختلفت مقترحات عينة الدراسة بشأن آليات قياس مصداقية وعدم انحياز المضمون التوليدي الناتج عن تطبيقCHATGPT وتمثلت في التحقق من عدة مصادر والاستعانة بالمصادر الأجنبية، إشراك المتابعين في تقديم التعليقات والتصحيحات في المحتوى المصنوع، تطبيق آليات الحوكمة والتنظيم في المؤسسات الصحفية لضمان الاستخدام المسؤول، مساءلة شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عن المحتوى الناتج، وتدريب الخوارزميات بشكل مستمر لتحسين أداء التطبيقات، والتنويع في الأسئلة واختبار النتائج. (2) اكتشف جميع خبراء الدراسة الذين استخدموا تطبيق CHATGPT لفهم طبيعة التطبيق، حدوث أخطاء في المحتوى التوليدي، مما يشير إلى عدم دقته، ويؤكدون على ضرورة تحديث المعلومات وتدريب الخوارزميات، مع مشاركة المستخدمين في المراجعة بناءً على تجاربهم وخبراتهم وضرورة التحقق من دقة المعلومات المولدة وتحديثها بانتظام. (3) أوضحت معظم عينة الدراسة أنه يمكن الاستفادة من تطبيق ChatGPT في العمل الصحفي عبر استخدامه كمادة أولية للبحث والإعداد بشكل منظم مع التحقق من الدقة واقتراح العناصر البصرية، كما يجب تدريب الصحفيين على استخدام التطبيق وتحسين نتائجه، بالإضافة إلى التعاون بين المؤسسات الصحفية وشركات التكنولوجيا لوضع دليل تشريعي وضوابط لاستخدام التطبيق وضمان شفافيته.  (4) توقعت أكثر من نصف الخبراء أن تطبيق ChatGPT سيلعب دورًا مكملًا للعمل الصحفي في المستقبل، خاصة في المهام التي تتطلب جهدًا ووقتًا، دون أن يلغي دور العنصر البشري. نظرًا لأن العمل الصحفي إبداعي ويعتمد على المشاعر والانفعالات، فلن يتفوق فيه التطبيق على البشر، ولايمكنه القيام بمغامرات صحفية أو تحقيقات استقصائية.