عندما نشأت العلاقة بين اللغة والحاسوب، تمخض عن ذلك ميلاد علم جديد يصطلح على تسميته بـ "اللسانيات الحاسوبية أو المعلوماتية"، هدفه تطويع اللغات الطبيعية البشرية في نماذج رياضياتية معينة ثم برمجتها في حواسيب إلكترونية ، من أجل ظهور تطبيقات حاسوبية تعتمد اللغة والتعامل معها عنصراً أساسياً فيها. ومن هنا ظهرت لسانيات جديدة توظف معارف هجينة تجمع بين الفهم اللساني للغة ، والفهم الهندسيالذي تقوم عليه هندسة البيانات اللغوية، هذا التزاوج بين الأساسين المعرفيين أفرز علم هندسة اللغات الطبيعية الذي يهدف إلى إنجاز تطبيقات مختلفة على منظومة اللغات البشرية، بالاستفادة مما يتحقق فعلاً في علوم الهندسة، والذكاء الاصطناعي، وهندسة المعرفة، هذا العلم الذى يعتمد على الربط بين اللسانيات والهندسة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ تيسيراً لاستخدامها في مختلف التطبيقات المتوقع تطويرها بلغة الضاد دفعًاً بها إلى الانخراط بشكل مكثف في التعلم وبناء مجتمع المعرفة. ومن هنا جاءت هذه الورقة لتلقى الضوء على مفهوم الهندسة اللغوية وطبيعتها ومجالاتها، وتتعرض بصورة أساسية لتطبيقات الهندسة اللغوية في مجال اللغات عامة واللغة العربية على وجه الخصوص، كما تعرض لنظرة على عالمية اللغة العربية، وما فرضه ذلك من استخدامها فى المنهج العلمى والتكنولوجى، وتوظيف الذكاء الاصطناعي وهندسة اللغة وبيان دور كل منهما فى خدمة اللغة العربية، وتم التعرض أيضاً من خلال الورقة إلى العلاقة بين هندسة اللغة والتطور المعرفي والنمو اللغوي لدى المتعلمين، وفى النهاية ذيلت الورقة ببعض التوصيات المتعلقة بتحقيق التوجه نحو اكتساب اللغة العربية وتعلمها وفقاً لتطبيقات الهندسة اللغوية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.