في عصر المعرفة والمعلومات لم تعد الأنماط التقليدية ذات فاعلية في تحسين جودة الأداء داخل المؤسسات التعليمية والبحثية ، بل إن التميز نفسه أصبح تحديا من التحديات الحديثة التي فرضت نفسها واستلزم الأمر معها مراجعة النظم والاستراتيجيات وتحديث برامج العمل والاستفادة من نماذج التميز العالمية.
من هنا برزت فكرة نماذج التميز ، بوصفها منهجيات توفر آليات لقياس نتائج الاداء ، لما تحتويه هذه النماذج من معايير رئيسة وعناصر متكاملة يتطلب توافرها في المؤسسة ، كما توفر نماذج التميز مدخلا لقياس وتقييم كفاءة أنظمة العمل ، والوسائل والادوات المستخدمة ، وقياس نتائج الأداء المؤسسي وقياس رضا المتعاملين وتشخيص فرص التحسين ، من متطلبات التميز والتفوق المستقبلية(عبود ، 2009م، 43).
وقد قامت اللجنة العليا للتعليم الجامعي والعالي المنبثقة عن الاتحاد الشمالي المركزي للجامعات والمدارس بتطوير واعتماد طريقة بديلة لمنح الاعتماد الرسمي ، حيث أصبح التركيز في منح الاعتماد للمؤسسات على الأداء ومدي نجاح المؤسسة في تلبية احتياجات المعنيين فيها بدلاً  من التركيز على المعلومات ، وقد اختارت أكثر من مائة مؤسسة جامعية في برنامج نيل الاعتماد بما فيها خمس مؤسسات وهي جامعة وسكونسن ستاوت ومعهد ويستونوسكونسن للعلوم التقنية وجامعة نيومكسيكو الحكومية  والجامعة الوطنية وجامعة نورثويست ميسوري وكلها مؤسسات سباقة للوصول إلي التفوق الأكاديمي ، حيث تم إجراء تحسينات علي النوعية والجودة في حقل التعليم الجامعي والعالي ، وتطبيق الممارسات الأفضل ، والحصول علي ردود أفعال إيجابية من المعنيين مما يدل علي فاعلية المؤسسات التعليمية والوصول للتنافسية(دبليو ، واخرون 2006م،36).