هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على تصورات طلبة مؤجامعة السلطان قابوس العُمانية نحو المشاركة المدنية الرقمية خلال جائحة كوفيدـ١٩، ومدى تأثرها بمتغيري النوع الاجتماعي ونوع الكلية. تبنت الدراسة المنهج الوصفي لتحقيق أهدافها من خلال بناء استبيان تكون من ثمانية أبعاد: التصورات حول المشاركة المدنية مقارنة بالمشاركة التقليدية، دوافع المشاركة، أنماط المشاركة خلال الجائحة، توظيف الأدوات الرقمية في المشاركة، دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز المشاركة، الصعوبات التي تواجه المشاركة، والاحتياجات التدريبية إلى مهارات المشاركات، والمقترحات لتعزيز المشاركة مستقبلًا. وبلغ عدد عبارات الأداة في صورتها النهائية 77 عبارة طبقت على عينة من طلبة مؤسسات التعليم العالي.  كشفت الدراسة نتائج عدة، من أبرزها: كان نشاط الطلبة العمانيين مدنيًّا أعلى في شبكتي الإنستجرام والواتس آب خلال الجائحة، وكانت تصوراتهم عالية في خمسة مجالات من مجالات الأداة الثمانية ما عدا مجالات دوافع المشاركة وأنماطها  وتوظيف الأدوات الرقمية في المشاركة التي كانت متوسطة، وخصوصًا أن الطلبة يرون أن المشاركة المدنية الرقمية أفضل من المشاركة المدنية التقليدية، وأن دوافعهم للمشاركة كانت متعددة وأهمها الدافع الصحي وأقلّها الدافع السياسي، وأن أبرز أشكال التفاعل المدني لديهم خلال الجائحة كان تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وأن أهم أدوات المشاركة خلال الجائحة كانت استطلاعات الرأي الإلكترونية، وأن دور مؤسسات التعليم العالي في تعزيز المشاركة المدنية كان واضحًا في تزويدهم بالمعارف اللازمة للتمييز بين المعلومات المضللة والموثوقة، ومع ذلك كانت أكثر الصعوبات التي يواجهونها هي انتشار المعلومات المضللة، ولذا كانت حاجتهم عاليا إلى تنمية مهارات المشاركة المدنية، وكان تأييدهم عاليًا للمقترحات المقدمة لتعزيز المشاركة خاصة النشر الإلكتروني وتقديم مقرر في المواطنة الرقمية، ولم تظهر الدراسة أي فروق ذات دلالة إحصائيّة تعزى إلى متغيري النوع الاجتماعي (ذكر أو أنثى) ونوع الكلية (تطبيقية أو إنسانية) رغم أن الدراسات السابقة تشير إلى أن هذه المتغيرات تؤثر في موقف الطلبة من المشاركة المدنية الرقمية.