يهدف هذا البحث إلى دراسة إشكالية المرأة عند ابن رشد، فيلسوف قرطبة الأندلسى، الذي عاش فى الفترة مابين عامى (520 هـ ـــ 595 هـ)؛ وذلك لبيان رؤيته التقدمية فى موقفه من المرأة وقضاياها فى عصره . فمن خلال ماتركه لنا فيلسوف قرطبة من مؤلفات وتلخيصات وشروح؛ يمكن لنا أن نستشف رؤية فلسفية تقدمية للمرأة وقضاياها عنده ،تمثل قمة الحداثة؛ لم نجدها عند أحد من المفكرين والفلاسفة من قبله أو فى عصره . لقد انتصر ابن رشد للمرأة، ودافع عن حقوقها بشدة، ونادى بمساواتها بالرجال، ومشاركتها لهم فى جميع الأعمال، ورأى أنها يمكن لها أن تكون حاكمة وفيلسوفة مثلهم تماماً ؛ فهى لم توجد فقط من أجل متعة الرجال، والإنجاب، والرضاعة، والعناية بالولد، دون أن تشترك مع الرجال فى باقى الأعمال الضرورية فى المجتمع؛ فذلك تعطيل لقدراتها ومواهبها الكامنة التى تؤهلها لذلك؛ مما يجعلها عالة على الرجال، وسبب فى فقر وانهيار وشقاء تلك المجتمعات، التى لا تؤمن بقدراتها ومواهبها .