تُعَدُّ شبه القارة الهندية مركزًا هامًّا للحِرَف والصناعات اليدوية؛ فقد ازدهرت بها كل الفنون، من حكاكة الأحجار الكريمة وصناعة المنسوجات والمعادن والزجاج والسجاد وغيرها من الفنون، وكان من أشهر منتجاتها الفنية النسيج القطني المطبوع والمصبوغ، الذي كان يُصدَّر إلى الخارج، وخاصة إلى الدول الأوروبية والعربية، ومن بينه سجاجيد الصلاة القطنية التي ازدهرت صناعتها في جنوب شرق الهند بصفة عامة، وفي ولاية أندرابراديش بصفة خاصة، وبالتحديد في مدينة ماتشليباتنام أو موسوليباتنام الساحلية خلال القرن الـ 13هـ/19م. وقد اعتمد الحِرْفيون على القطن في صناعة هذا النوع من السجاجيد، وتتميز بأن زخارفها نُفِّذت بأسلوب فني يُعرَف باسم «القلم كاري»، باستخدام القلم والطباعة بالقوالب والصباغة بأصباغ طبيعية أبدع الفنان في تجهيزها وتنفيذها بدقة حِرْفية بالغة على هذه السجاجيد. ومما زاد من جمال هذه السجاجيد أنها تأخذ في تصميمها وشكلها العام الطابع المعماري الذي يتشابه إلى حد كبير مع واجهات بعض مساجد الهند المغولية، وازدانت بالزخارف النباتية المستوحاة من البيئة المحلية الهندية أو المتأثرة بالأساليب الفنية التي كانت سائدة خلال هذه الفترة التاريخية، مثل التأثيرات الفارسية أو الأوروبية.