تواجه المؤسسات عامةً والتعليمية خاصةً اليوم تحديات كثيرة نتيجة للتغيرات والتطورات العلمية والتقنية السريعة والمستمرة، وأمام هذه التحديات أصبح هناك حاجة لقياس وتقويم أداء المؤسسات التعليمية للوقوف على مدى تحقيق الأهداف, والكشف عن الانحرافات التي يمكن التعرض لها وتصحيحها. ويستهدف البحث الحالي التعرف على الأسس النظرية للأداء الإستراتيجي في المؤسسات التعليمية، وكيفية الإفادة من نموذج كابلان ونورتون في تقويم الأداء الإستراتيجي للمؤسسات التعليمية. واتبع البحث المنهج الوصفي نظراً لملائمته للإجابه عن تساؤلات البحث، ويعرف الأداء الاستراتيجي بأنه النتيجة المتراكمة لكل أنشطة المنظمة ومقياس لكيفية استخدام المنظمة لمواردها المادية والبشرية، ومساعدة للمديرين على الاستجابة السريعة وبفاعلية للتغيرات غير المتوقعة بغرض تحقيق أهدافها. وتبرز أهمية تقويم الأداء الإستراتيجي من خلال العديد من النقاط منها: يوفر مقياساً لمدى نجاح المؤسسة, يظهر مدى إسهام المؤسسة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ويظهر التطور الذي تحققة المؤسسة في مسيرتها نحو الأفضل أو العكس. ويعتبر نموذج "كابلان ونورتون" Kaplan& Norton من أكثر النماذج إفادة في تقويم الأداء الإستراتيجي للإدارات، ویمكن تطبیقه على كافة المستویات الإداریة، مما یتیح إمكانیة التعلُم الإستراتیجي، ووضع أولویات لكل مستوى إداري وبما یوفر أداة اتصال لوضع الأهداف الإستراتیجیة لكل من یعمل في المؤسسة.