تتناول هذا الورقة مفهوم القيادة الرقمية، والذي برز بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وساعد على توجيه الاهتمام بها ازدياد حدة تفشي وباء كورونا في الفترة بعد 2019، مما دعت الحاجة إلى مزيد من توجيه زيادة استخدام التقنية، والأدوات الإلكترونية في كثير من المجالات الحياتية، والتعليمية، والاقتصادية، والصناعية، والخدمية، وغيرها.
ولقد تأثرت أساليب القيادة باستخدام الأدوات التكنولوجية في التواصل بين القادة والمرؤوسين، لأن القيادة عبارة عن عملية تواصلية تشمل التأثير الذي يقوم القائد مع مرؤوسيه في سياق يجمعهما معًا، نحو تحقيق أهداف مجموعة أو منظمة معينة (خالد نبهان البنا، 2013، 2019، APA, 2019).
ورغم أن استخدام التكنولوجيا في عمليات القيادة، له فترة طويلة نسبيًّا، إلا أنه أصبح ضروريًا في الفترة الأخيرة الاعتماد بشكل كبير على القيادة الرقمية.
ويتجاوز مفهوم القيادة الرقمية، مجرد إحلال أدوات التواصل التكنولوجية مكان أنماط التواصل المباشر، إلى مجموعة من الأدوات، والمهارات الرقمية التي يجب أن يحسن القادة استخدامها لتحقيق الأهداف المنشودة.
وتستعرض الورقة الراهنة بالإضافة إلى الإطار النظري الخاص بتطور البحث العلمي في مجال دراسات أساليب القيادة، مفهوم القيادة الرقمية، عددًا من المهارات الرقمية، الواجب توفرها في عملية القيادة الرقمية، وأبعاد القيادة الرقمية، وفقًا لنموذج مقترح في إطار بعض المتغيرات التنظيمية.