يعتبر رأس المال البشرى هو ثروة البلاد الحقيقية ومصدر القيادة في عالم اليوم، وبدون العقول المؤهلة لن تستطيع أي أمة التقدم مهما امتلكت من موارد، ولاشك أن قلة أعضاء هيئة التدريس (العقول الأكاديمية) تشكل خسارة كبيرة في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة للجامعة بالنسبة للجامعات الأخرى.           وأصبحت الجامعات بذاتها قوى عالمية فاعلة، فعلى نحو متزايد تتنافس مع بعضها البعض لجذب الأساتذة والكفاءات العلمية، وإن فقدان العقول الأكاديمية بالجامعات يؤثر في تقديم الخدمات الأساسية، ويستنزف الموارد المالية ويحد من النمو الاقتصادي.      ويتم استقطاب العقول الأكاديمية من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة، وتؤدي هذه الظاهرة إلى تأثيرات متعددة وعميقة في كل من البلدين، الدول المصدرة والدول المستقبلة، وهناك العديد من العوامل التي تسهم في استقطاب العقول الأكاديمية ومنها الاهتمام بالباحثين، وتوفر الحرية الأكاديمية، والاهتمام بالبحث العلمي وتوفير الجو المناسب للكفاءات للعمل والإبداع، ويؤدى توفر البيئة العلمية والاقتصادية الملائمة والمستلزمات الضرورية للباحث لإجراء الأبحاث في الدول المستقبلة. وتمتلك جامعة تورنتو بكندا وجامعة سنغافورة الوطنية بسنغافورة سياسات لجذب العقول الأكاديمية المتميزة التي تؤهلهم لتحقيق ترتيب متقدم في التصنيفات العالمية للجامعات وتحقيق الميزة التنافسية المستدامة لتلك الجامعات. ومن ثم اتبع البحث المنهج المقارن للخروج بإجراءات مقترحة لتفعيل سياسات جذب العقول الأكاديمية في جامعة عين شمس.