اعتمدت الدراسة على تحليل ثلاث عينات للمياه من مناطق متفرقة من مدينة العاشر من رمضان وعينتين من مدينة الشروق.
وفي مدينة العاشر من رمضان التي تُعد واحدة من أكبر المدن الصناعية في مصر، يعتبر التلوث الصناعي المصدر الرئيسي لتلوث المياه، فيتسبب تصريف النفايات الصناعية غير المعالجة أو المعالجة جزئيًا في تلوث المياه الجوفية والسطحية بالمواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة، مما يؤثر سلبًا على البيئة وصحة السكان، وعلى الرغم من وجود قوانين تلزم المصانع بمعالجة مياه الصرف، إلا أن التطبيق غير الكامل لهذه القوانين يعزز من تفاقم المشكلة.
ومن جهة أخرى تواجه مدينة الشروق تحديات مختلفة فيما يتعلق بتلوث المياه فبما أنها مدينة ذات طابع سكني وخدمي أكثر من كونها مدينة صناعية، فإن تلوث المياه في الشروق غالبًا ما ينجم عن مشكلات تتعلق بالصرف الصحي والتخلص غير السليم من النفايات المنزلية، وتسربات الصرف الصحي ونقص الصيانة الدورية لشبكات المياه مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى أنشطة الزراعة القريبة التي تستخدم المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية بشكل مفرط.
ومن خلال الدراسة المقارنة بين المدينتين اتضح أن تلوث المياه في العاشر من رمضان يرتبط بشكل كبير بالأنشطة الصناعية وتأثيراتها، بينما في الشروق يرتبط بالأنشطة السكنية والخدمية، ومع ذلك تشترك كلا المدينتين في ارتفاع نسبة الفينولات وهما بحاجة إلى تحسين أنظمة الصرف والمعالجة، وتعزيز الرقابة البيئية لضمان جودة المياه، ومن الضروري تعزيز الوعي البيئي بين السكان بالإضافة إلى تطبيق صارم للقوانين واللوائح البيئية لتقليل تأثيرات التلوث والحفاظ على مصادر المياه النظيفة في كلا المدينتين.