تمثلت مشكلة الدراسة الحالية في معرفة دوافع تعرض الشباب الجامعي من كليات الإعلام المصرية للمحتوي التحفيزي على شبكة الانترنت، والإشباعات المتحققة من ذلك التعرض، وتأثيرات التعرض لهذا المحتوي التحفيزي على كل من الرضا عن الحياة و النوايا السلوكية الإيجابية نحو تحسين وتطوير الذات وخدمة المجتمع. واعتمدت الدراسة في إطارها النظري على نموذج الإعلام التحفيزي وتطبيقات نظرية الاستخدامات والإشباعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم تطبيق منهج المسح الميداني على عينة عمدية متاحة من الشباب الجامعي من طلاب كليات الإعلام المصرية، قوامها 200 مبحوث و مبحوثة من خلال أداة الاستبيان، وأشارت نتائج الدراسة إلي أن المحتوي التحفيزي متوسط الشعبية والمتابعة بين طلاب كليات الإعلام المصرية، حيث كان معدل التعرض للمحتوي التحفيزي عبر كافة الصفحات والمواقع والتطبيقات والمدونات على شبكة الانترنت هو معدل متوسط (بنسبة 55% من إجمالي العينة)، كما أن معدل التفاعل مع المحتوي التحفيزي كان متوسطًا بين أفراد العينة بنسبة 66.5% من أفراد العينة، وفيما يتعلق بالمنصات الرقمية التي تابع أفراد العينة المحتوي التحفيزي من خلالها، جاءت وسائل التواصل الاجتماعي في المراتب الثلاث الأولي، وجاء في مقدمة المحتويات التحفيزية الأكثر شعبية بين أفراد العينة تلك المحتويات التحفيزية المتعلقة بتطوير الذات، تلاها المحتوى التحفيزي المتعلق بالدين والروحانيات، ثم المحتوى التحفيزي المتعلق بالهوايات، وفيما يتعلق بطبيعة الأشخاص الذين يقدمون المحتوي التحفيزي والذين تابعتهم عينة الدراسة، فقد جاء في المقدمة متابعة فئة الانفلونسرز (المؤثرون)، وحقق المحتوي التحفيزي إشباعات مرتفعة لدي نسبة 59.0% من عينة الدراسة، كما اتضح بعد اختبار الفروض ثبوت النموذج المقترح للدراسة في معظم فروضه، حيث ثبتت صحة الفرض الأول القائل بوجود علاقة بين مدي التعرض للمحتوي التحفيزي والإشباعات المتحققة من التعرض له بين أفراد العينة، و كذلك الفرض الثاني القائل بوجود علاقة بين دوافع التعرض للمحتوي التحفيزي والإشباعات المتحققة من التعرض له بين أفراد العينة، و ثبتت صحة الفرض الرابع القائل بوجود علاقة بين مدي التعرض للمحتوي التحفيزي والنوايا السلوكية المرتبطة بسلوكيات تطوير و تحسين الذات وخدمة المجتمع، وهو ما يعني تأثير إيجابي للمحتوي التحفيزي على المتعرضين له من حيث إسهامه في تكوين نوايا سلوكية لديهم نحو تطوير الذات و خدمة المجتمع، لكنه لم يثبت صحة الفرض الثالث القائل بوجود علاقة بين مدي تعرض أفراد العينة للمحتوي التحفيزي ومعدل الرضا عن الحياة بين أفراد العينة.