تتمتع جمهورية الصين الشعبية بعدد من المزايا كالخصائص الديموغرافية وكونها أكبر دولة من حيث التعداد السكاني (1,4 مليار نسمة)، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي كدولة من أكبر المساحات في العالم (9,6 مليون كم2)، والتاريخ الثقافي العريق بالنظر إلى الحضارة الصينية القديمة، فضلاً عن النمو الاقتصادي المتزايد كأكبر دولة من حيث معدل النمو الاقتصادي، والمزايا العسكرية كدولة من أكبر دول الإنفاق العسكري (1,7% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2021) وحجم الجيش، فكل تلك المقومات ساهمت في جعلها دولة إقليمية كبرى وأكسبتها مميزات تلك الخصيصة. وبتطبيق الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية السبعينيات من القرن العشرين؛ ادخلت العامل الجيو اقتصادي في تكوين مسار سياستها الخارجية والتعاون مع الدول المختلفة عنها أيدولوجياً وسياسياً؛ الأمر الذي أتاح لها تحقيق المنافع الاقتصادية المتبادلة وتعزيز الوجود الصيني الخارجي وخاصة في إقليم جنوب شرق آسيا. ويعتبر إقليم جنوب شرق آسيا من مراكز المنافسة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم من القوى الكبرى؛ لما تمثله هذه المنطقة من مفترق طرق إستراتيجي، حيث تتقاطع وتتعارض به مصالح القوى العظمى بالعالم، فهي منطقة متعددة القطبية؛ لذلك تمثل تلك المنطقة محوراً رئيسياً من محاور الاستراتيجية الصينية تجاه آسيا.