استهدفت الدراسة تتبع أوضاع اللاجئين من خلال الوقوف على حالة الحراك المهني وتوصيف أبرز الجوانب التي من شأنها التأثير في تفضيلات العودة الطوعية أو إعادة التوطين لبلد ثالث لدى العمالة السورية اللاجئة بمصر، وقد أُسست الدراسة على تساؤلات عدة منها، ما أوجه التأثير الإيجابي والسلبى للحراك المهني في تفضيلات العودة الطوعية للموطن الأصلي أو إعادة التوطين، وإلى أي مدى يؤثر الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للعمالة السورية في حالة الحراك المهني لديهم، وهل لمدة الإقامة بالمجتمع المضيف تأثيرًا سواء في الحراك المهني أو في تفضيلات العودة أو إعادة التوطين. اتخذت الدراسة من نظريات الاختيار العقلاني والاستيعاب المجزأ ونموذج الاستيعاب موجهًا نظريًا، واعتمدت منهجيًا على طريقة منهج المسح الاجتماعي بالعينة، وصحيفة الاستبيان الإلكتروني كأداة لجمع البيانات، وطبقت الدراسة على عينة عشوائية بسيطة من العمالة السورية اللاجئة قوامها (489) مفردة، وأوضحت النتائج العامة أن غالبية من حققوا حراكًا صاعدًا لا يرغبون في العودة للموطن الأصلي أو إعادة التوطين إلى بلد ثالث، وفى المقابل فإن غالبية ذوى الحراك الهابط يرغبون في إعادة التوطين ثم العودة للموطن الأصلي، وكلما اتجه الحراك المهني رأسيًا لأعلى زاد التوجه نحو عدم الموافقة على العودة الطوعية أو إعادة التوطين، وأن الاندماج الاقتصادي والاجتماعي يمثلان العامل المؤثر فى تحقيق الحراك المهني الصاعد، وأن من حققوا حراكًا مهنيًا صاعدًا قد أمضوا أكثر من نصف عقد من الزمن على الأقل بالمجتمع المضيف، وبالمقارنة تنخفض سنوات الإقامة لذوى الحراك الهابط،، أخيرًا تتزايد نسب عدم الموافقة على العودة أو الانتقال لموطن أخر كلما زادت مدة الإقامة بالمجتمع المضيف.