تعد المعونات الاقتصادية أحد أهم أدوات السياسة الخارجية الأمريكية التي بدأت باستخدامها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وذلك في إطار سعيها لبناء علاقات متعددة مع دول العالم، معتبرة "دبلوماسية "المعونات" عاملًا مهمًا من عوامل الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وتعزيز الأمن القومي الأمريكي، وضمان هيمنتها وسيطرتها على العالم. وكان برنامج التحالف من أجل التقدم الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جون كينيدي أحد أهم برامج المعونات الخارجية التي دشنتها الولايات المتحدة، بعد مشروع مارشال لإعادة إعمار أوربا بعد الحرب، بهدف تحسين اقتصاديات دول أمريكا اللاتينية لا سيما بعد انتصار الثورة الكوبية، وما كانت تبشر به من انتشار للفكر الشيوعي في أمريكا اللاتينية. وكانت كولومبيا ثاني أكبر متلقٍ للمعونات الأمريكية في أمريكا اللاتينية في إطار برنامج التحالف من أجل التقدم خلال الفترة ما بين عامي 1961 و1969، وكانت تمثل أهمية خاصة داخله بعد أن اتخذتها الولايات المتحدة "واجهة" لهذا البرنامج، ونموذجًا لما يمكن أن تحدثه معوناتها الاقتصادية من فارق في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول اللاتينية المتلقية لهذه المعونات إبعادًا لها عن الشيوعية.