اعتبرت الحرب الروسية ضد أوكرانيا غير مشروعة وغير مبررة، ووصفت بـ "العدوان" بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين تتمسك روسيا بحقها المشروع في الدفاع الشرعي باعتبار أن انضمام أوكرانيا للناتو مُهددًا لأمنها وسلامها. وأمام ردود الأفعال المختلفة من الدول والأمم المتحدة ونظر القضاء الدولي لعدة مسائل متعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، يثور التساؤل حول أثر هذه التصرفات على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي.

ولذلك تُركز الدراسة -دون أن تتخذ موقفًا تجاه طرف معين – على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي من جانبين:الجانب الأول: الاستخدام المشروع للقوة في إطار الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال تحليل خطاب الرئيس بوتين الذي ساق فيه مبررات روسيا لشن الحرب، وأثره على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي المتعلقة بالاستخدام المشروع للقوة، ويعتمد التعرض لهذا الجانب على تحليل وجهة النظر الروسية والتي تؤيدها قلة من الدول. والثاني: الاستخدام غير المشروع للقوة ومدى فاعلية الآليات القانونية الدولية لمواجهته، وشكل استخدام تلك الآليات في النزاع وأثرها على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي، ويعتمد التعرض لهذا الجانب على تحليل وجهة النظر الأوكرانية والتي تؤيدها أغلب دول العالم.

يستخدم البحث المنهج التحليلي في التعرض للموضوع من زاويتين: الأولى: الاستخدام المشروع للقوة في إطار الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال تحليل خطاب الرئيس بوتين، وأثره على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي المتعلقة بالاستخدام المشروع للقوة، الثانية: الاستخدام غير المشروع للقوة ومدى فاعلية الآليات القانونية الدولية لمواجهة الاستخدام غير المشروع للقوة، وأثرها على تفسير وتطوير قواعد القانون الدولي. وقبل ذلك ستتعرض الدراسة لنبذة تاريخية موجزة حول العلاقات الروسية الأوكرانية، ومدى انطباق القانون الدولي على النزاع؛ وذلك من باب التمهيد للأجزاء التالية عليه.