هدفت الدِّراسة إلى الكشف عن دور البحث الإجرائي في تعزيز التَّنمية المهنيَّة للممارسين التربويين من وجهة نظر المعلِّمات الباحثات في مدينة جدّة، وكشفت الدِّراسة عن الدور الذي عززه البحث الإجرائي في التَّنمية المهنيَّة للممارس التربوي من الجوانب التالية: (المعرفي، المهاري، الوجداني). وقد عرضت الدِّراسة وجهات نظر المعلِّمات الباحثات اللواتي طبقن بحوثاً إجرائية، وكشفن عن الدور الذي أحدثه البحث الإجرائي في تعزيز تنميتهن المهنيَّة؛ من خلال الجوانب المعرفية والمهارية ولوجدانية. ولتحقيق ذلك استخدمت الدِّراسة منهجية البحث النوعي (دراسة حالة)، مع تطبيق أداة المقابلة شبه المنظمة، وكانت عينة البحث سبع معلِّمات باحثات في مدينة جدّة، تم اختيارهن بطريقة قصدية. وخلصت الدِّراسة إلى نتائج منها: أن البحث الإجرائي له دور كبير في تعزيز التَّنمية المهنيَّة للمعلِّمات في الجانب المعرفي من خلال الإثراء المعرفي، والإنتاج المعرفي. وأن للبحث الإجرائي دور في تعزيز التَّنمية المهنيَّة للمعلِّمات في الجانب المهاري، حيث أكسبهن مجموعة من المهارات التي يحتجنها في مهنتهن، وهي: (المهارات الذهنية، المهارات البحثية، المهارات الإدارية والقيادية). بالإضافة إلى أن البحث الإجرائي كان له دور في تعزيز التَّنمية المهنيَّة للمعلِّمات في الجانب الوجداني من خلال شعورهن بشغف المهنة، وسعادة الإنجاز، وثقة الآخرين؛ مما جعله دافعاً للعطاء والانتاجية. كما توصلت الدِّراسة إلى توصيات مرتبطة بالنتائج، منها: توصي الدِّراسة بأن تهتم وزارة التعليم بتعزيز ثقافة البحث الإجرائي من خلال نشر المنشورات التوعوية، والتجارب الواقعية؛ لما له من دور مهم في إثراء الممارس التربوي معرفيّاً، وأن تقوم إدارات المدارس بِحَثِّ المعلِّمين ودعمهم في تطبيق البحث الإجرائي من خلال مشاركتهم التجربة، وتقديم الحافز المعنوي والمادي للأبحاث الفاعلة؛ لما له من دور في تحسين أداء المعلِّم والمدرسة، كما توصي الدِّراسة بأن تقوم هيئة تقويم التعليم والتدريب بنشر ثقافة البحث الإجرائي وأهميته وكيفية تطبيقه بشكل سلس للممارسين التربويين من خلال الدورات وورش العمل الفاعلة.