قامت العديد من مؤسسات التعليم العالي في العقود الأخيرة بجميع أنحاء العالم بتوسيع شراكاتها بشكل كبير مع قطاع الأعمال والصناعة، وجاء ذلك استجابةً للضغط المجتمعي لتعزيز مساهماتها في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، وبذلك يعد نقل وتسويق المعرفة ودراسة تأثيرها علي المجتمع المحيط محوراً مركزياً لأنشطة مؤسسات التعليم العالي، ومحركاً أساسياً للابتكار. ودولياً؛ تتميز أنظمة الجامعات ذات المستوى العالمي في إنجلترا "بمسارات التأثير الإنتاجية"، والتي تترجم المعرفة والمعرفة القائمة على العلم إلى الاستغلال التجاري لنتائج البحوث أو التطبيقات المجتمعية الأخرى، وذلك لإيجاد تأثيرات وفوائد اجتماعية واقتصادية تخدم المجتمع المحيط.وفي مصر؛ طرحــت رؤيــة الدولــة للتنميــة المســتدامة "رؤيــة مصر2030م "ضمن أهدافها الاستراتيجية العمل علــى تطــوير التعلــيم فــي إطــار نظــام مؤسســي كُفء، وعادل، ومستدام، ومرن، وقد جــاء اهتمــام الرؤيــة بمنظومــة التعلــيم العــالي والبحـــث العلمــــي ضــــمن الهــــدف الاســــتراتيجي الرابع لتنمية المعرفـة والابتكـار والبحـث العلمـي كركــــائز أساســــية داعمــــة فــــي تحقيــــق التنميــــة الاحتوائية المستدامة، وحددت الاستراتيجية ثلاثة أهداف فرعية لتطـوير التعليم العالي هي: الاســـــتثمار فـــــي بنـــــاء البشـــــر وقـــــدراتهم الإبداعيــة؛ تحفيز الابتكــار ونشــر ثقافتــه؛ دعــم البحــث العلمــي فــي تحقيــق التنميــة المســتدامة. وقد هدفت الدراسة الحالية إلي: وضع آليات مقترحة تُسهم فى تجويد آليات إدارة الشراكة بين الجامعة والصناعة بمصر علي  ضوء خبرة جامعة كامبريدج، وقد اعتمدت الدراسة: على المنهج الوصفي، وفى نهاية الدراسة تم وضع آليات مقترحة تٌسهم في تجويد إدارة الشراكة بين الجامعة والصناعة بمصر بالاستفادة من خبرة جامعة كامبريدج؛ كإنشاء تجمع جغرافي للأبحاث المصرية علي غرار المثلث الذهبي، وإنشاء حُرم جامعية ذكية رقمية، وعقد شراكات صناعية مع نظيراتها، وإنشاء مكاتب اتصال صناعية، واطلاق حزمة من البرامج الصناعية كبرنامج الاتصال المؤسسي بجامعة كامبريدج.